أولى العمليات التي بدأت مطلع الهبة الشعبية الجارية على طريق مستوطنة «إيتمار»، قرب نابلس شمالي الضفة المحتلة، تكررت عصر أمس في الخليل، جنوبي الضفة. مسلحون فلسطينيون يكمنون لسيارة مستوطنين إسرائيليين قرب مستوطنة «عتنيئيل»، جنوبي شرق المدينة، ويقتلون اثنين من دون أن يمسوا بثلاث بنات صغيرات وفتى إسرائيلي وأمه، ثم يغادرون مكان العملية.
تفاصيل العملية، كما نقلتها القناة العبرية الثانية، أن مركبة فلسطينية تجاوزت مركبة المستوطنين وأطلقت النيران بكثافة عليها، فيما نزل أحد المهاجمين من المركبة وأجهز على اثنين منهم، فيما أصيب اثنان آخران بجراح، جراح أحدهما متوسطة، كذلك أصيبت مستوطنة بجراح طفيفة.
وأوضحت مصادر عسكرية أن فلسطينياً مسلحاً قدم بمركبته إلى مفرق بلدة السموع جنوبي الخليل، وأوقف المركبة إلى جانب الطريق، وكمن في المكان، وفور وصول مركبة المستوطنين أطلق عليها النار، ما أدى إلى مقتل مستوطن في الأربعين من عمره، فيما أصيب ابنه في الثامنة عشرة بجراح. وعندما اتصل المستوطن الجريح بالشرطة لطلب المساعدة، عاجله المنفذ برصاصات سبّبت مقتله.

قتل المنفذون مستوطنين اثنين
من دون أن يمسّوا
بـ3 صغار

وأصيب في العملية أيضاً فتى في السادسة عشرة بجراح متوسطة، وأصيبت والدته بجراح طفيفة، كذلك أصيبت 3 فتيات صغيرات بالهلع. المصادر العسكرية نفسها قالت إن العملية مشابهة إلى حد كبير بمقتل المستوطنين في «إيتمار» شرقي نابلس بداية تشرين الأول الماضي.
بعد ذلك، استعان الجيش بطائرات مروحية وطائرات دون طيار سعياً إلى تعقب المنفذين، فيما هرعت قوات معززة من الجيش إلى المكان وبدأت بتمشيط المنطقة. كذلك فرض الجيش الإسرائيلي حظر منع التجوال على بلدة يطا القريبة ونصب الحواجز في المنطقة بحثاً عن المهاجمين.
وفي وقت لاحق، أصدر وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، أوامره بتعزيز قوات ونشاطات الجيش في الخليل. وذكرت مصار أمنية إسرائيلية أن هذه الأوامر تأتي في أعقاب تقدير للوضع الراهن بحضور رئيس الأركان، غادي ايزنكوت، ورئيس «الشاباك»، يورام كوهن، ورئيس «شعبة الاستخبارات العسكرية» (أمان) هرتسي هليفي.
كذلك ذكرت القناة العاشرة العبرية أن جيش العدو سيجتاح الخليل بصورة شاملة للبحث عن منفذ/منفذي عملية الخليل. لكنّ مصدراً عسكرياً قال للقناة، إن «الخليل قلعة من الصعب السيطرة عليها والتنظيمات مثل الجهاد الإسلامي وحماس لديهم قاعدة عملياتية كبرى» فيها، برغم كل الإجراءات الأمنية المكثفة التي يتخذها الاحتلال.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد عقب على العملية، واصفاً المنفذين بـ«القتلة السفلة»، ومتوعداً بـ«الوصول إليهم والقصاص منهم».
ووفق شهود عيان، فإنّ قوّات كبيرة من جيش العدو اقتحمت بلدة الظاهرية جنوب الخليل وقرى رابود وأبو العسجا وعدداً من القرى القريبة التابعة لدورا، وبدأ الجنود تفتيش المنازل وتنفيذ عمليات استجواب ميداني للمواطنين. كذلك دهمت قوّات أخرى بلدة السموع ومدينة يطا المجاورة، فيما أغلقت الشارع الالتفافي الرابط بين الخليل وعدد من القرى الجنوبية للمحافظة.
في المقابل، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد ثلاثة شبان أمس وإصابة 73 آخرين، خلال المواجهات في الضفة وقطاع غزة. وأضافت الوزارة في بيان، بأن الشاب محمود الشلالدة (22 سنة) من بلدة سعير قرب الخليل، استشهد صباحاً متأثراً بإصابته أول من أمس خلال مواجهات مع العدو، فيما استشهد الشاب حسن البو (22 عاماً) برصاص العدو شمال الخليل أمس.
أيضاً استشهد الشاب لافي عوض (22 عاماً) خلال مواجهات في قرية بدرس غرب رام الله، بسبب رصاصة اخترقت البطن. كذلك أصيب 48 مواطناً بالرصاص الحي و7 بالرصاص المطاطي في مواجهات الضفة، فيما أصيب نحو 24 مواطناً بالرصاص الحي في غزة.
على الصعيد السياسي، دعا رئيس المكتب السياسي لـ«حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس»، خالد مشعل، إلى «تشكيل قيادة وطنية ميدانية موحدة لانتفاضة القدس». وقال في تصريحات متلفزة أمس، إن على هذه القيادة أن «تقود الفعل المقاوم نحو الفعل المنشود بتكامل وتناغم بين جهود الجميع». ودعا مشعل إلى «التوافق على تكتيكات الانتفاضة وأدواتها ومحددات استراتيجيتها... نعمل معاً بمسار واحد واستراتيجية واحدة لتحقيق الأهداف الوطنية».