يبدو أن منبع القلق والغضب السائد في حزب «الليكود» اليوم يعود الى أن أحد أهم قادة الحزب، الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وزير الرفاه والاتصالات موشيه كحلون، يسعى للانشقاق وتأسيس حزب اجتماعي، ولا سيما بعدما توقعت له استطلاعات الرأي نحو 20 مقعداً في الكنيست.
وكحلون من اليهود الشرقيين (سفارديم) الذين يشكلون الغالبية الساحقة للكتلة الناخبة لليكود، الذي يعاني هوة بين طبيعة وحجم قاعدته الشرقية، وقيادته الغربية، اذ من بين 15 وزيراً ليكودياً في حكومة نتنياهو كان هناك وزيران شرقيان، كحلون وسيلفان شالوم، والبقية من اليهود الاشكناز.
بموازاة التقارير والتقديرات الإعلامية حول خيارات كحلون، برز بشكل ملحوظ تكرار نتنياهو وتأكيده المستمر أن كحلون جزء من الليكود في أكثر من مناسبة، ومن ضمنها مخاطبته اياه خلال جلسة مركز الحزب الاخيرة: «موشيه، انت ولدت في الليكود، انت تبقى في الليكود وانت دوما ستكون في الليكود وستساعد الليكود على الانتصار». وربما كان ينطوي هذا التكرار على قلق ما من امكانية لجوء كحلون الى خيار تشكيل حزب مستقل.
أما لجهة عدد المقاعد التي يمكن أن ينالها، في الانتخابات المقبلة، وطبيعة الكتل الناخبة التي يمكن ان يجذبها، فقد أظهرت استطلاعات أن بامكان حزب اجتماعي يترأسه كحلون، أن يحرز ما لا يقل عن 20 مقعدا، فيما تنال كتلة «الليكود – اسرائيل بيتنا» 28 مقعداً، اما إذا انضم الى حزب تترأسه تسيبي ليفني، ففي هذه الحال يمكنهما أن ينالا 26 مقعداً، فيما يحافظ «الليكود ـ اسرائيل بيتنا» على 28 مقعداً.
في المقابل، كشفت استطلاعات أخرى عن أن حزب كحلون سينال 10 مقاعد فقط، واحد منها على حساب كتلة «الليكود ــ بيتنا»، فيما ستكون البقية على حساب حزب العمل وشاس والاتحاد القومي.
في كل الأحوال، نقل مقربون منه، أن كحلون سيبادر الى تشكيل حزب سياسي، في حال منحته الاستطلاعات أكثر من 10 – 12 مقعداً، كما نقلت «يديعوت احرونوت» عن احد مقربيه سؤاله إياه إن كان لا يزال مترددا حول مسألة ترك الليكود ففاجأه بالقول «لا تردد لدي، انا منسجم مع هذا القرار، اذا ما انطلقت الى درب جديد، اريد فقط ان أرى إن كانت هذه خطوة سياسية صحيحة».