نفت الرئاسة الفلسطينية، أمس، أن يكون رئيس الوزراء سلام فياض قد تقدم باستقالته، وذلك بعدما سرت أنباء بهذا الشأن على مواقع فلسطينية. ونقلت وكالة «وفا» الرسمية للأنباء أن هذا «الخبر لا أساس له من الصحة». وكانت وكالة «معا» قد نقلت عن مصادر فلسطينية مطلعة تأكيدها أن فياض عرض استقالته خلال اجتماع رسمي للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وذلك بهدف تشكيل حكومة فصائلية. لكن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، نفى للوكالة نفسها تقديم رئيس الوزراء استقالته للجنة التنفيذية. وأضاف أن «الدكتور سلام فياض طرح خلال اجتماع اللجنة التنفيذية قبل يومين اقتراحاً لتشكيل حكومة فصائلية في ظل الظروف التي تعيشها السلطة الفلسطينية».
وقال أبو يوسف إن فياض «أكد أنه في ظل الضغوط التي تعيشها السلطة والوضع الراهن، لا بد من تشكيل حكومة فصائلية، وقال إن الاستقالة تقدم للرئيس محمود عباس فقط». وأكد أن الاقتراح لم يناقش خلال اجتماع اللجنة التنفيذية. وأشار إلى أن جهود اللجنة التنفيذية والقيادة الفلسطينية تنصبّ حالياً صوب التوجه إلى الأمم المتحدة الذي سيكون خلال الشهر المقبل، في إشارة إلى التصويت المرتقب على عضوية فلسطين كعضو غير مراقب داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة. بدوره، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ووزير العمل، أحمد المجدلاني، أن «سلام فياض قدم رؤية سياسية وتقويماً للوضع السياسي خلال اجتماع التنفيذية الأخير في ضوء زيادة الصعوبات التي تواجهها السلطة، وقد طالب بتشكيل حكومة وحدة تضم قيادات الفصائل لا ممثلين عنها حتى تتحمل المسؤولية وأعباء المرحلة القادمة في ظل التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة». وقال إنه لم يكن هناك قبول جدي للاقتراح خلال الاجتماع.
في غضون ذلك، كشف القيادي في حركة «حماس»، صلاح البردويل، أن حركته قدمت ورقة للقيادة المصرية تتضمن آليات جديدة لتنفيذ بنود المصالحة. وقال: «حماس لا تزال مصرّة على تنفيذ المصالحة بحذافيرها استشعاراً منها بأهمية توحيد الشعب الفلسطيني»، معرباً عن أمله أن «تستجيب السلطة في رام الله لمطلب الوحدة الوطنية في ظل النمو المتزايد للتطرف الإسرائيلي». وبين البردويل أن أبرز ما تضمنته الورقة هو «المطالبة بتطبيق المصالحة بنحو شمولي يضمن إيجاد البنية السياسية الفلسطينية المتينة التي تستطيع أن تحافظ على الوجود الفلسطيني». وأضاف: «لا بد من ترتيب الأولويات لضمان بنية سياسية فلسطينية وطنية قوية؛ فالسلطة والتفاصيل المتعلقة بالحكومة لا تمثل أهمية أكبر من البنية السياسية كمنظمة التحرير الفلسطينية والمصالحة المجتمعية». ودعا البردويل إلى وضع استراتيجية وطنية لمواجهة «التطرف المتنامي في المجتمع الإسرائيلي من خلال الوصول إلى التصالح على أساس من الثوابت الفلسطينية لمواجهة الاحتلال، لا التعاون معه».
(الأخبار)