أعلنت هيئات وشخصيات في مدينة الناصرة وخارجها رفضها المطلق لدعوة وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى تجنيد الشبان الفلسطينيين المسيحيين في الجيش الإسرائيلي، وذلك في أعقاب عقد مؤتمر خاص لهذه الغاية. وبادرت وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى عقد مؤتمر في مدينة «نتسيريت عيليت» المجاورة لمدينة الناصرة، تحت رعاية رئيس البلدية شمعون غابسو، وبمشاركة ثلاثة رجال دين مسيحيين ومسؤولين في سرايا كشفية من الناصرة ومنطقتها.
وندّدت الهيئات والشخصيات الفلسطينية المسيحية بمبادرة وزارة الدفاع ومشاركة الكهنة المسيحيين في هذا المؤتمر. حتى إن مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة أعلن الحرم بحق الكاهن جبرائيل نداف، الذي كان أحد المشاركين في مؤتمر تشجيع تجنيد الشبان المسيحيين في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الكاهن نداف، في مقابلة أجراها معه موقع «العرب» الإلكتروني ومقرّه في الناصرة، «أحترم الشباب المسيحي الذي يتجنّد في الجيش (الإسرائيلي) وأحترم كل إنسان يقرر ما يشاء».
من جهة أخرى، شدد مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة، في بيان، على أن «موقفنا كان ولا يزال يؤكد على حقيقة واحدة ووحيدة، وهي أن المسيحيين العرب في البلاد هم جزء لا يتجزأ من أبناء شعبهم الفلسطيني، الباقين في وطنهم، وحمايتهم هي كحماية سائر أبناء شعبهم في البلاد».
كذلك ندد بطريرك القدس السابق لطائفة اللاتين، البطريرك ميشيل صباح، بمؤتمر تشجيع الشبان المسيحيين على التجند وبالكهنة الذين شاركوا فيه، وقال لموقع «العرب» إن هؤلاء الكهنة «قد يستندون إلى رغبة في الاندماج في الدولة، ولكن أنت تلقي بنفسك حتى تندمج، فمن تذهب إليه لا يريدك بل يرفضك بكل قوانينه».
من جانبه، حذر عضو الكنيست حنا سويد الكهنة ورعاة الأبرشيات المسيحية «من مغبة التهاود والانسياق مع الحملة المشبوهة لاستدراج الشبان المسيحيين وجعلهم مرتزقة في الجيش بذريعة المساهمة في حماية طائفتهم وردع المعتدين عليها». كذلك أصدر رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي بياناً أمس، شدد فيه على أنه «واضح لي أن وراء المخطط السلطوي لتجنيد المسيحيين في الجيش أهدافاً سياسية وانتخابية سلطوية، وسعي الى زرع الفتنة الطائفية البغيضة بين أبناء الشعب الواحد».
(يو بي آي)