#دولة_الطلاب_تحكم ... في مصر

  • 0
  • ض
  • ض

«لا يزال جمر ثورة 25 يناير مشتعلاً وإن غطاه الرماد»، جملة تختصر النتائج الإجمالية لانتخابات الاتحادات الطلابية في جامعات مصر، التي انتهت قبل يومين. الطلاب الفائزون والمحسوبون على عدة تيارات سياسية اتفقوا على تشكيل مكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر

الانتماء إلى «ثورة 25 يناير» في مواجهة «سلطة 30 يونيو» يبدو واضحاً وجلياً من تصريحات الفائزين بمقاعد «المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر». أيمن فاروق، وهو عضو المكتب وأمين اللجنة الثقافية العليا، قال إنه «على درب مبادئ ثورة يناير المجيدة نسير، وبهديها نهتدي، اليوم يتحقق نصر كبر أو صغر فإنه يصب في مصلحة معركة استقلال الجامعات، إحدى المعارك التي ناصرتها ثورة يناير». معركة الانتخابات الطلابية في مصر لا تشغل بال طلاب الجامعات فقط، فالدولة كانت حاضرة، سواء بقوائمها التي دعمتها المكاتب الأمنية في الجامعات تحت اسم «صوت طلاب مصر»، وهي قائمة مدعومة من وزير التعليم العالي الأسبق، سيد عبد الخالق، وانحازت إليه في بعض المواقف ضد أساتذة الجامعة. كما كانت الدولة حاضرة بتدخلاتها «الإدارية» في اللائحة الطلابية التي عدلتها قبل الانتخابات بمدة وجيزة. تعديلات وزارة التعليم العالي للائحة سبق أن رفضها آنذاك عدد من الحركات الطلابية لأسباب كثيرة، من بينها أن تحقيق شرط عدم انتماء الطالب إلى جماعة إرهابية «يصعب التأكد منه إلا بمساعدة الأجهزة الأمنية»، وأن نظام الانتخابات يمنع تمثيل بعض القطاعات الطلابية، وذلك بنص بيان أصدرته حركات «طلاب مصر القوية»، و«6 أبريل»، و«الاشتراكيين الثوريين»، و«صوت الميدان»، و«الحزب المصري الديموقراطي»، وحركات أخرى. وبرغم انتصار الطلاب في الانتخابات على تعديلات الحكومة ممثلة في وزارة التعليم العالي على اللائحة، فإن نائب رئيس «اتحاد طلاب مصر»، عمرو الحلو، قال في تصريحات، إن «تعديل اللائحة الطلابية على رأس الملفات الطلابية العاجلة ... بعد ورشات عمل مكثفة لمعرفة الرأي الطلابي فيها».

تشابهت نسب المشاركة بين انتخابات الطلاب والبرلمان، لكن النتيجة مختلفة
قائمة «صوت طلاب مصر،» رأى فيها محمود شلبي (أمين حركة طلاب مصر القوية) أنها خرجت في يوم وليلة، ولا يعرف «من أين أتت ومن يدعمها ... فجأة وجدنا ممثلين عنها يقفون بجانب الوزير السابق سيد عبد الخالق ويعقد معهم الاجتماعات، وهو ما لا يستبعد أن تكون الحركة مدعومة من الدولة». ومن الطبيعي أن كل انتصار تحققه «25 يناير» هو هزيمة للسلطة التي لا تخفي عداءها لهذه الثورة برغم تقمص دور المتابع لها. كذلك فإن الربط بين انتخابات مجلس النواب التي قاطعتها النسبة الكبرى من الشباب، وأتت بمجلس نواب موال للدولة، وبين انتخابات طلابية، حتى إن شهدت مشاركة طلابية ضعيفة، فإنها حسمت في النهاية شكل «أعلى هيئة طلابية منتخبة» لمصلحة ممثلين ينتمون إلى أحزاب «الدستور» و«مصر القوية» و«الاشتراكيين الثوريين». لكن هؤلاء ترشحوا كمستقلين، هرباً من مقاصل الشطب الإداري من قبل الجامعة. أما الفائز بمنصب نائب رئيس الاتحاد، عمرو الحلو، فشكر ثورة يناير «برغم كل الإحباطات المتكررة»، معتبراً أن انتصارهم الذي حققوه في مواجهة تدخل «التعليم العالي» في التصويت لطلاب بعينهم، و«محاولة فرض الوصاية على إرادة طلاب الجامعات، يكشف عن قدرة الطلاب على صناعة أمل في الانتصار وأمل التغيير للأفضل». الباحث في الحركات الطلابية والناشط الطلابي السابق، أسامة الهتيمي، عدّد أبرز ملامح أول انتخابات طلابية بعد ثلاث سنوات من التأجيل بسبب استبعاد الطلاب المرشحين من أصحاب الانتماءات السياسية الثورية والمتعارضة مع التوجه العام للنظام السياسي الحالي، وكذلك تعيين اتحاد الطلاب في عدد من الكليات، وهو ما يتعارض مع هدف الانتخابات الطلابية التي يفترض أن تكون تدريباً للطلاب على حقوق الممارسة السياسية في المستقبل، قائلاً إن غالبية المشاركين في الترشح هم من الطلاب المحسوبين على حزب «مستقبل وطن»، الذي يرأسه محمد بدران القريب من السلطة (صوت طلاب مصر). وأضاف الهتيمي أن محاولات التدخل في مسار العملية الانتخابية كان آخرها ضغط رئيس إحدى الجامعات على رئيس اتحاد طلاب جامعته من أجل انتخاب طالب بعينه رئيساً، وهو الأمر الذي استفز بقية الطلاب وحفزهم على اختيار منافسه وترجيح كفة الميزان له من أجل الفوز بالمنصب. ورأى الباحث نفسه أن الحركة الطلابية «أثبتت أنها في أصعب مراحلها وأضعف حلقاتها قادرة على أن تثبت أنها ما زالت صوت الجماهير، وأنها لن تتخلى عن نضالها من أجل انتزاع حقوق الطلاب أو على أقل تقدير تسجيل موقفها لتحقيق هذه المصالح، وخاصة أن الطلاب المستقلين من المرشحين في الانتخابات اصطفوا لمواجهة محاولات السيطرة الكاملة على الجامعة لانتزاع الفوز بمقعد رئيس اتحاد طلاب مصر وموقع نائبه لمصلحة الطلاب المستقلين عبدالله أنور وعمرو الحلو». ويربط متابعون بين ضعف المشاركة الطلابية في الانتخابات، مع الموقف الشعبي من العملية الانتخابية. ففي الوقت الذي لاحظ فيه الجميع إحجاماً جماهيرياً عن الانتخابات البرلمانية، والأمر لم يختلف كثيراً أيضاً في ما يخص انتخاب الاتحادات الطلابية بمراحلها المختلفة، ولكن النتائج وتداعياتها مغايرة. وقد تجلى إحساس الطلاب بقيمة انتصارهم الذي حققوه في الهاشتاغ الذي دشنوه على مواقع التواصل الاجتماعي (#دولة_الطلاب_تحكم)، كما تؤكد النتائج أن الدولة في وادٍ والشباب في واد آخر، وأن الذين أرسلوا إلى النظام رسائل سياسية عبر مقاطعتهم الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، مستمرون في إعلان تمردهم على المسار الجاري.

  • نظام الانتخابات الطلابية المعدل حكومياً يمنع تمثيل بعض القطاعات

    نظام الانتخابات الطلابية المعدل حكومياً يمنع تمثيل بعض القطاعات (أي بي أيه )

0 تعليق

التعليقات