رأى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أن على إسرائيل أن لا تخرج إلى حرب أو عملية عسكرية إلا «إذا كنا مضطرين»، فيما حذّر القيادي في حزب الليكود، تساحي هنغبي، من عملية اغتيال سياسية في إسرائيل على غرار اغتيال رئيس الحكومة الراحل إسحق رابين.
وقال باراك إن «المشكلة في الواقع المُعقّد في الشرق الأوسط، هناك حالات متعاكسة، حالات ترى أنه لا ينبغي الخروج فيها (الى عملية عسكرية ضد إيران)، ولكن ترى أيضاً أن من غير الممكن أن نعمل بعد ذلك، وبالتالي نتائج عدم العمل ستكون خطيرة جداً، عندها تجد أنه ينبغي عليك أن تعمل»، مؤكداً أن على إسرائيل أن لا تخرج الى الحرب على إيران إلا «إذا كنا مضطرين».
في هذا الوقت، رأى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غابي أشكينازي، في المؤتمر الذي عقده معهد «فيشر» حول عملية «الرصاص المسكوب» في قطاع غزة عام 2009، أن من الضروري أن تكون هيئة الأركان العامة للجيش شريكاً مهيمناً في صناعة قرار الحرب، على أن يكون لها دور أساسي في «تحديد أهداف حرب محتملة»، وعلى أن تتخذ «القرارات الاستراتيجية في ظل حوار بين المستويين السياسي والعسكري قبل الحرب».
وفي المناسبة نفسها، حذّرت وزيرة الخارجية السابقة خلال عملية الرصاص المسكوب، تسيبي ليفني، من تدهور العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، وشددت على ضرورة عدم إظهار الخلافات مع الولايات المتحدة، لافتة الى أنه كلما «تحدثنا بشكل أقوى، باتت إسرائيل أضعف من ناحية القدرة على تنفيذ عمليتها العسكرية».
وفي سياق متصل، حذّر الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست تساحي هنغبي، من عملية اغتيال سياسية في إسرائيل، على خلفية الموقف من الهجوم على إيران، كما حصل مع رابين، ورأى هنغبي أن الأيام الخمسين التالية هي الأكثر مصيرية لدولة إسرائيل منذ حرب يوم الغفران. مشيراً خلال لقاء مغلق مع نشطاء الليكود، الى أن على رئيس الوزراء أن يتخذ قرارات مصيرية خلال هذه الفترة.
من جهة أخرى، تساءل المعلق السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، سيما كيدمون، عن معنى الخطوط الحمراء الواضحة التي طلبها من الرئيس الأميركي باراك أوباما، والتي لا تفسير لها سوى بحث عن سبيل للنزول عن الشجرة. ورأى كيدمون أن المواقف الأميركية جامدة وغير مرنة، ولن يوافق أوباما على أي شيء قبل تشرين الثاني المقبل. ولفت أيضاً الى الضرر الذي سببته اللعبة التي مارسها نتنياهو على العلاقات مع الولايات المتحدة والتي ظهرت ذروتها، على لساني رئيس أركان الجيوش الأميركية، مارتن دامبسي، ووزير الدفاع ليون بانيتا، بالقول «نحن الذين ننتج التقنية ونعطي الطائرات وندرّب الطيارين، ونحن نعلم أن إسرائيل غير قادرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني». ووصف كيدمون هذا الموقف بأنه ألحق ضرراً بقدرة الردع الإسرائيلية، إذ لم يسبق أن حصل شبيه له منذ قيام الدولة عام 1948.
ونقل كيدمون عن مصادر في المؤسسة السياسية قولها إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه لم يعودا كما كانا عليه في الأسابيع الأخيرة. ولم يعودا الزوجين اللذين كان يمكن أن يُقال فيهما إنهما متصاحبان دائماً. ونقل أيضاً عن شخص مقرب من باراك قوله إن عدم تأثر الأخير بنتنياهو قد أخذ يزداد، فهو يكشف عن أسوأ ما في نتنياهو، «فهو يشعر بالمطاردة والضغط وهو متردد». ووصف أيضاً باراك بأنه أشد قلقاً بسبب عدم المبادرة الى الفعل في الشأن الفلسطيني، أكثر من قلقه في الشأن الإيراني. إذ «لا يؤمن باراك بأن من الممكن أن يُفرض على الولايات المتحدة إجراءات تخالف إرادتها، كما أنه ليس مستعداً للتضحية بالعلاقات بحلفيتنا الوحيدة مقابل إحباط التهديد الإيراني، بل إن الوضع القائم اليوم هو أنهم في الولايات المتحدة لا يتحدثون سوى مع باراك، ولا توجد أي قناة اتصال أخرى للأميركيين بنا، لا بوزارة الخارجية ولا بديوان رئيس الوزراء». في المقابل، أكد المعلق الحزبي في صحيفة «هآرتس»، يوسي فيرتر، أن الرأي السائد اليوم في المؤسسة السياسية هو أن باراك تجاوز الخطوط في المشكلة الإيرانية، ونقل أيضاً عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله لشخصية إسرائيلية قبل أيام عدة أن باراك يعتبر بنظر الأميركيين «عاملاً مهدئاً ومبرِّداً، وليس مُسخناً أو مُحفِّزاً».