خان الشيح | يدرك اللاجئون الفلسطينيون في سوريا الخطر المتصاعد، ويعيشون في حالة من القلق والترقب الدائمين في انتظار ما هو أسوأ، والمتوقع له أن يطاول مجمل مخيمات شتاتهم المنتشرة في غالبية المحافظات السورية. أحداث المواجهات المسلحة تتوسع رقعة انتشارها لتطاول حياة المدنيين كافة، كما حدث مع نهاية شهر رمضان وأيام العيد الفطر، عندما تحولت أطراف مخيم اليرموك وشوارعه وأزقته، جنوب العاصمة دمشق، إلى ساحة حرب حقيقة، بعدما كان يعتبر ملجأً آمناً للكثير من العائلات السورية التي دخلته من المناطق المحاذية والمتداخلة، مثل التقدم والتضامن والحجر الأسود. هذه الاشتباكات تسبب تجدد حركة النزوح الجماعية باتجاه مخيمات جديدة، لعل أكثرها وجهة مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين الذي تحول إلى الملاذ الأخير لآلاف العائلات السورية والفلسطينية، حتى وصل تعداد النازحين على أرضه إلى نحو 20 ألفاً، حسب إحصائية أوّلية أجراها نشطاء من الشباب التطوعي في المخيم. يقع مخيم خان الشيح على بعد 27 كيلو متراً جنوبي غربي العاصمة دمشق، وهي المسافة نفسها تقريباً التي تفصل سكان المخيم عن حدود الجولان المحتل، التي تقع خلفها مباشرةً القرى والمدن الفلسطينية الأصلية لمعظم سكانه، الذين ينتمي غالبيتهم إلى الشمال الفلسطيني. تأسس المخيم عام 1949 على مسافة لا تتعدى 1،5 كيلو متر مربع، سرعان ما توسعت رقعته، وانتشرت بيوته الفقيرة المتداخلة والمركبة بعضها فوق بعض، كما هي الحال مع معظم مخيمات الشتات الفلسطينية.
في مدرسة «بيريا» التابعة لوكالة الأمم المتحدة وسط المخيم، تقيم اليوم نحو 30 عائلة في غرفها الدراسية، وساحتها. علاقات اجتماعية جديدة فرضتها الظروف الصعبة على أكثر من 1500 نازح، تمكنوا من الوصول في الأيام الماضية إلى المدرسة. الرجال فضّلوا الجلوس تحت مظلة ساحة المدرسة للاحتماء من أشعة شمس آب الحارقة، بينما انصرفت النساء داخل الغرف إلى تدبير شؤون أطفالهن، بما استطاع المتطوعون من شباب المخيم توفيره لهذه العائلات من خدمات إنسانية ومعيشية. القاسم المشترك بين جميع النازحين هو الحزن الممزوج بالغضب. يقول أبو محمد، الأب لأربعة أطفال، «لا ذنب لنا سوى رغبتنا في العيش بسلام بعيداً عن لعبة الحرب الدائرة. منزلي الواقع في منطقة الحجر الأسود دمرته القذائف، وأصبت بشظية في يدي، كما كسرت ثلاثة أضلع في صدري. حتى اللحظة لا أستطيع تذكر تفاصيل خروجي من الحجر الأسود ووصولي مع عائلتي إلى هذه المدرسة». أما أبو حسن، الفلسطيني النازح مع عائلته من مخيم اليرموك، فقال «إنها المرة الثالثة التي أنزح فيها خلال شهر واحد؛ من مخيم اليرموك إلى منطقة السيدة زينب، ومنها إلى الميدان، والآن أنا وعائلتي في مخيم خان الشيح. لا أعلم الآن إن كان متجري الصغير أو منزل عائلتي قد دمرا أو نهبا». وأضاف «إنه قدر الفلسطيني النزوح واللجوء المستمر حتى الموت». وعندما تسأل النازحين عن حقيقة وهوية من قام بالقصف والنهب والقتل في مناطق سكنهم قبل نزوحهم، يرمقونك بنظرة توجس وحذر، ويفضّلون الصمت والانسحاب وإنهاء الحوار.
أحوال مشابهة تعيشها مدارس المخيم وجوامعه ومزارعه، التي فتحت أبوابها جميعاً لاستقبال النازحين. كذلك استقبلت عائلات نازحة كثيرة في بيوت المخيم، كل حسب قدرته واستطاعته. يوضح محمد، وهو أحد شباب المخيم المتطوعين في مساعدة النازحين، أن «حوالى 70 في المئة من النازحين إلى المخيم هم من إخوتنا السوريين». وأضاف «حاولنا تنظيم أنفسنا في مجموعات، لكل منها مهمة محددة، من جمع القمامة، وتأمين المياه، وإعداد الطعام وتوزيعه، المساعدات الطبية وغيرها»، لافتاً إلى أن «عدد المتطوعين اليوم وصل إلى نحو 120شاباً وشابة من أبناء المخيم، وهم في ازدياد مستمر». وتحدث عن مساعدات غذائية وطبية مختلفة وصلت المخيم من جهات مختلفة مثل «فصائل المقاومة الفلسطينية، الهلال الأحمر السوري، منظمة الصليب الأحمر، منظمة الغذاء العالمي wfp وعدد كبير من فاعلي الخير وسكان المخيم». لكن ذلك لم يمنع وجود حالة نقص حادة في الغذاء والمساعدات الطبية، نظراً إلى أن «العديد من الجهات المتبرعة قدمت مساعدات لمرة واحدة فقط»، وهو ما جعل المتطوع معتصم وغيره من الناشطين يبتكرون أساليب طبخ جديدة، للتحايل على نقص الأغذية ورداءة بعضها من جهة ثانية.
بالقرب من غرفة المطبخ، اختار الصيدلاني ثائر واثنان من أطباء المخيم غرفة لتحويلها إلى عيادة ميدانية، تقدم ما تيسر من خدمات طبية للنازحين. يقول ثائر «خلال الشهر الماضي، وصلتنا حوالى 9 إصابات طفيفة نتيجة شظايا قذائف، والكثير من الحروق والجروح المختلفة تمت معالجتها جميعاً. اليوم نحن بحاجة ماسة إلى الأدوية لمختلف الأمراض، بما فيها أمراض القلب وضغط الدم والمسكنات ومكافحة الأمراض السارية»، فيما بدت واضحة حالة التعاون والانسجام الكبيرة على فريق العمل التطوعي الذي يضم أطيافاً سياسية وانتماءات مختلفة لفصائل المقاومة الفلسطينية. وحدها أزمة النازحين والأحوال الصعبة التي تعيشها سوريا اليوم كانت عاملاً كافياً لتوحيد الشارع الفلسطيني، المنقسم إزاء الأحداث الجارية في سوريا.
ويتوقع فريق الشباب للعمل التطوعي أن تشهد أزمة النازحين في مخيمهم تطوراً سلبياً كبيراً في الأيام القليلة المقبلة، نتيجة غياب المبادرات الجادة من الجهات الرسمية لمساعدة الأسر النازحة، واقتراب العام الدراسي، ما سيتطلب بالضرورة إفراغ المدارس من آلاف النازحين وإيجاد حلول بديلة.



موسى يحذّر من انتقال الأزمة السورية إلى الجوار

حذر الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، خلال ندوة إلكترونية نظّمها مركز الدراسات «العربي _ الأوروبي» في باريس، من انتقال المواجهات المسلحة في سوريا إلى الأردن. وحول انتقال المواجهات المسلحة إلى لبنان، أعرب موسى عن اعتقاده بأن «اللبنانيين أصبحوا خبراء في التعامل مع مثل هذه الأحداث». ورأى موسى أنه «قد يمتد تهديد المواجهات في سوريا إلى أمن تركيا»، منبهاً إلى أن «دائرة العنف بين السنة والشيعة قد تكبر ضمن إطار الفتنة بينهما».
(الأخبار)

لندن تمنع المتطرفين من السفر إلى سوريا

كشفت صحيفة «ميل أون صندي» أن جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) يمنع المتطرفين البريطانيين من السفر إلى سوريا للمشاركة في القتال، وسط مخاوف من امتلاكهم مهارات القتال وصنع القنابل بعد عودتهم إلى المملكة المتحدة.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني قوله «هناك عدد متزايد من المسلمين البريطانيين يذهبون إلى سوريا، وأصبح من الصعب رصدهم لأنهم يخفون وجهة سفرهم النهائية من خلال الذهاب إلى فرنسا أولاً، والسفر جواً من هناك إلى تركيا والأردن».
(يو بي آي)

جودة يشدّد على أهمية الحلّ السياسي

شدد وزير الخارجية الأردنية، ناصر جودة، خلال لقائه وفداً يهودياً كندياً، على أهمية إيجاد حلّ سياسي للأزمة في سوريا يسير بالتوازي مع وقف العنف هناك. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية إن الوزير جودة بحث مع وفد من المركز الكندي للشؤون الإسرائيلية واليهودية والمبعوث البريطاني للأزمة السورية، كل على حدة، «الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وخاصة عملية السلام وتطورات الأوضاع على الساحة السورية». وكان جودة قد بحث مع المبعوث البريطاني جون ويلكس «تطورات الأوضاع في سوريا وتداعياتها الإنسانية على دول المنطقة».
(يو بي آي)