أثار تعيين ران براتس، في منصب المسؤول عن الإعلام الحكومي في تل أبيب، انتقادات وشجبا لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وذلك ربطا بتاريخ براتس المثير للجدل، وانتقاداته الحادة ضد الرئيس الأميركي باراك أوباما، ووزير خارجيته، جون كيري، إضافة إلى انتقادات غير مسبوقة للرئيس الإسرائيلي، رؤفين ريفلين.
ومع إعلان قرار التعيين عبر مكتب نتنياهو، سارعت وسائل الإعلام العبرية إلى إعادة نشر سلسلة من المواقف والتصريحات لبارتس، وردت في الأشهر الأخيرة فقط. الرجل كان قد نعت أوباما بأنه «لا ــ سامي»، في أعقاب تعليقات صدرت عن الرئيس الأميركي، بعد خطاب نتنياهو في الكونغرس في آذار الماضي. وكتب بارتس على صفحته على «فايسبوك»: «اسمحوا لي بالخروج عن طرقي المعتدلة الاعتيادية وأن أكون مباشرا بعض الشيء... رد أوباما على خطاب نتنياهو هو شكل معاداة السامية الحديثة في الدول الغربية اللبرالية. وطبعا يرافقها تسامح وتفهم كبير لمعاداة السامية الإسلامية؛ تسامح وتفهم لدرجة أنهم يمنحونهم قنبلة نووية».
أيضا استهدف بارتس كيري، بعدما ربط الأخير بين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وظهور تنظيم «داعش» في المنطقة. فقال بارتس: «ذهبت لمشاهدة خطاب كيري، حيث ربط بين إسرائيل والدولة الإسلامية، وكان مضحكا للغاية... يمكن لكيري أن يتطلع إلى عمل مزدهر في نوادي الكوميديا». كما وصف الرئيس الإسرائيلي، رؤفين ريفلين، في الشهر الماضي، بأنه شخصية هامشية وعديم الأهمية، لدرجة أنه ما من خوف على حياته. واقترح أن «نرسل ريفلين عبر الحدود بطائرة شراعية للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، لأن داعش بعد ذلك سيعيدون إرساله لنا، مع رغبة بإجراء مفاوضات ترمي إلى عودتهم السريعة إلى العراق».
في هذا السياق، دعا رئيس المعارضة في الكنيست ورئيس «المعسكر الصهيوني»، يتسحاق هرتسوغ، نتنياهو إلى الإسراع في إلغاء تعيين براتس في المنصب، مشيرا إلى أن صاحب هذا المنصب يجب ألا يكون الببغباء الشخصي لنتنياهو، كما دعت وزيرة الشؤون الاجتماعية، غيلا غامليئيل، نتنياهو إلى إلغاء التعيين، فيما أشارت وزير الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، إلى أن تصريحات براتس تعكس بدقة آراء نتنياهو، وقالت: «لماذا يفاجأ الناس عندما يعتنق شخص يتحدث باسم إسرائيل آراء نتنياهو؟ المشكلة هي بالسياسة الحقيقية للشخص الذي عينه، وفي تبعاتها على إسرائيل، لا الشخص الذي يفسرها وينطق بها للإعلام».
مكتب نتنياهو رد على هذه الانتقادات مشيرا في بيان إلى أنه لم يعلم بملاحظات براتس، وأن نتنياهو يرى أنها «غير لائقة». وردا على طلب بالتوضيح، قال براتس لمكتب نتنياهو إنه أصدر الملاحظات حينما كان مواطنا عاديا، وإن منصبه الجديد يتطلب درجة أعلى من الانضباط. وفي مقابلة مع القناة الثانية أمس، عبر عن أسفه الشديد بعدما أقدم على إهانة ريفلين.