تونس | وصف حزب «التحرير» السلفي في تونس، أمس، النظام الجمهوري بأنه كافر خبيث حارب الإسلام والمسلمين، داعياً إلى إقامة «الخلافة الراشدة»، وذلك عقب اعتداءات تعرضت لها مسيرات أقيمت نصرة للقدس من قبل السلفيين. وشنّ حزب «التحرير» هجوماً عنيفاً على الائتلاف الحاكم في تونس، وخصوصاً حركة «النهضة» الإسلامية التي تقود هذا الائتلاف، لأنها وافقت على الاحتفاظ بالنظام الجمهوري.
واعتبر أن النظام الجمهوري هو «تكريس لفكرة سيادة الشعب الضالة والمُضلة»، واستبدال «عدل الإسلام ورحمة رب العالمين» بجور الأنظمة. وأضاف «النظام الجمهوري الكافر هو سبب البلاء الذي أصاب العالم وهو الذي حارب الإسلام والمسلمين، فمزّق وحدتهم، وشتّت شملهم بالمكر والدسائس، فصاروا كيانات هزيلة تحت هيمنة الكافر المستعمر يدوس رقابهم ويسفك دماءهم ويستبيح بلادهم». ودعا المسلمين إلى أن «يتموا طاعتهم لربهم بأن يعملوا معنا لوضع الإسلام نظام رب العالمين موضع التنفيذ بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة».
من جهة ثانية، أدانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان الاعتداء الذي استهدف ناشطين في مدينة قابس (جنوب تونس) ظهر الجمعة، خلال مسيرة أقاموا بموافقة وزارة الداخلية لنصرة القدس.
وكانت المسيرة تمر بمنطقة عين سلام في اتجاه وسط المدينة عندما هاجمتها مجموعة من نحو 30 سلفياً انهالوا على المتظاهرين بالهراوات والحجارة. ولولا تدخل قوات الأمن في الوقت المناسب، ومساندة بعض المواطنين الذين حالوا بين المجموعتين، لكانت الأمور قد تطورت الى أكثر عنفاً وبشاعة مما حصل لنفس السبب تقريباً في مدينة بنزرت (شمال).
وقال شهود إن المواجهات بين السلفيين والمشاركين في مسيرة «نصرة فلسطين»، تواصلت لأكثر من ساعة وسط غياب تام لقوات الأمن، وهو ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى. وأشاروا إلى أن العناصر السلفيين هاجموا المسيرة بالهراوات والعصي والحجارة، وعمدوا إلى حرق علم فلسطين، ورفعوا الرايات السوداء التي كُتب عليها «لا إله إلا الله». وهتفوا بشعارات «لا إله إلا الله والروافض أعداء الله».
لكن المسيرة التي قمعها السلفيون، لا علاقة بها بالشيعة كما حاولت صفحات السلفيين وأنصار حركة «النهضة» على مواقع التواصل الاجتماعي أن تروّج، بل كانت بمشاركة أحزاب قوميّة ويسارية وجمعيات حقوقية من بينها «رأي المستقبل». وقد رفع المتظاهرون شعارات تندد بالتدخل الأميركي والصهيوني في المنطقة العربية وتمجّد المقاومة. لكن السلفيين اعتبروا أن التظاهرة تحمل نفساً شيعياً لأنها تدافع عن سوريا، وبالتالي حزب الله وإيران. وقد نالت الأخيرة نصيبها في الاعتداء على التظاهرة، بحيث أُحرق علمها في سابقة لم تعرفها تونس. وكان قد تعرّض للاعتداء أيضاً مهرجان آخر أقامه ناشطون نصرة للقدس في مدينة بنزرت بحضور سمير القنطار للسبب ذاته.
من جهته، دعا المرصد اليورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقرّه جنيف، في بيان، السلطات التونسية إلى «اتخاذ إجراءات قانونية صارمة للحد من تجاوزات الجماعات السلفية» في تونس. وعزا موقفه من «ازدياد وتيرة العنف إلى غياب قوة الردع القانونية للعناصر المحسوبة على التيار السلفي». وأعرب عن «قلقه البالغ إزاء تكرار حوادث العنف (السلفي) داخل البلاد».
وكان سلفيون قد منعوا إقامة عرض مسرحي للممثل الكوميدي التونسي لطفي العبدلي في 14 آب الماضي في منزل بورقيبة بولاية بنزرت (شمال) بحجة «استهزائه بالدين». وبعد يوم منعوا فرقة موسيقية ايرانية من تقديم عرض في اختتام المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية والروحية بولاية القيروان (وسط غرب) بحجة أن الفرقة «شيعية».




أعلنت حركة «النهضة» الاسلامية، التي يتزعمها راشد الغنوشي (الصورة)، أول من أمس، أن مقر المكتب المحلي للحركة في مدينة مكثر بولاية سليانة (شمال غرب) تعرض ليلة الجمعة ــ السبت إلى عملية حرق وإتلاف محتوياته بالكامل.
واتهمت في بيان «مجموعة من المارقين عن القانون» بارتكاب هذا العمل «على خلفية إيقاف شابين بتهمة اقتحام مكتب المعتمد الجديد (نائب المحافظ) في مكثر وكذلك منزله بعد أن كسروا الأبواب».
ووجهت اصابع الاتهام الى «المنتمين إلى أحزاب يسارية متطرفة وأخرى تجمعية» (نسبة إلى حزب التجمع الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي). وطالبت السلطات بالكشف «عمن يقف خلف هذه الجرائم الشنيعة».