استمرت الاشتباكات في مدينة حلب بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل خمسة مقاتلين معارضين في اشتباكات في حيّ صلاح الدين، كما أفاد مصدر سوري رسمي بأن قوات النظام باتت تسيطر على جزء منه، بينما نفت قيادة «الجيش السوري الحر» في حلب ذلك. وقال ضابط في الجيش للتلفزيون الرسمي إنّه «تمّت السيطرة الكاملة على حيّ صلاح الدين من المسلحين المرتزقة».
وأضاف «سيعود الأمن والأمان إلى مدينة حلب خلال بضعة أيام».
وفي السياق، قال المرصد إن بلدة حيان في ريف حلب «تتعرض لقصف صاروخي ومدفعي عنيف من القوات النظامية، كما شهدت بلدة دير حافر قصفاً بالطائرات المروحية». وأفادت وكالة «فرانس برس» عن سيطرة المقاتلين المعارضين على حاجز عندان، على بعد خمسة كيلومترات شمالي غربي حلب. ونقل عن ضابط في «الجيش الحر» أن الحاجز يشكّل نقطة استراتيجية تسمح بربط المدينة بالحدود التركية، فيما أوضح «المرصد» أنّ «توثيق الضحايا في حلب أكثر صعوبة من المناطق الاخرى بسبب المعارك»، مشيراً الى وجوب التحقق من كل معلومة عن إصابات من مصادر عدة.
في هذا الوقت، ذكرت وكالة «أنباء الأناضول» أنّ الجيش التركي يواصل تعزيز وحداته على الحدود السورية بإرساله بطاريات صواريخ، ودبابات، وآليات قتالية للمشاة في جنوب البلاد. وقالت الوكالة إن قافلة تضمّ منصات صواريخ لم تحدد نوعها، ودبابات وآليات مدرعة قتالية للمشاة، وذخائر وجنوداً غادرت أمس الاثنين مقر القيادة العسكرية في غازي عنتاب متوجهة الى المناطق الحدودية في محافظة كيليس، فيما نقلت وكالة أنباء الأناضول عن نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج قوله أمس في مؤتمر صحافي بعد اجتماع لمجلس الوزراء، إنه «استُخرجت تسع قطع حساسة من المقاتلة التركية من قاع البحر المتوسط»، من دون أن يوضح الوزير ماهية هذه القطع التي عُثر عليها.
إلى حمص، حيث قال «المرصد» إن خمسة مقاتلين قتلوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية في أحياء المدينة القديمة، فيما قتل مواطن في قصف على المنطقة، بينما أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بأنّ مدينة تلبيسة تعرّضت «لقصف عنيف على كافة أحيائها بالمدفعية والهاون والطائرات المروحية»، ما أدى الى تهدم مزيد من المنازل في المدينة الخارجة عن سيطرة النظام.
وفي السياق، أعلن التلفزيون الرسمي السوري، أمس، أنّ الجيش قام بـ«تطهير حيّ القرابيص في مدينة حمص من الإرهابيين»، بينما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأنّ «الجيش النظامي وسّع بعد منتصف ليل الاحد _ الاثنين سيطرته على حي القرابيص»، مشيراً الى أنّه «بات يسيطر الآن على حوالى سبعين بالمئة من الحي».
وتشهد الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في مدينة حمص، وتحديداً جورة الشياح، والخالدية، والقصور، وأحياء حمص القديمة، قصفاً ومحاولات اقتحام من القوات النظامية منذ أشهر. وبحسب ناشطين، فإن حيّ جورة الشياح يشكل خطّ تماس، فهو الحيّ الفاصل في مدينة حمص بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش النظامي، والتي تمثّل حوالى 60% من المدينة وتلك التي يسيطر عليها «الجيش السوري الحر».
في محافظة الرقة، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في قرية القنيطرة، الواقعة على الحدود السورية التركية، بحسب المرصد الذي أشار الى مقتل أربعة مقاتلين وخمسة عناصر من القوات النظامية. وفي محافظة ريف دمشق، قتل ثلاثة مواطنين في قصف وإطلاق نار في مناطق شهدت حملات دهم واعتقالات.
من جهة ثانية، ذكر «المرصد» أن مسلحين مجهولين اغتالوا طياراً مدنياً، يدعى فراس ابراهيم الصافي، «بإطلاق الرصاص عليه على طريق مطار دمشق الدولي». وأشار الى أن الصافي هو نجل الطيار العماد إبراهيم الصافي، الذي «شغل مناصب رفيعة في القيادة العسكرية السورية، في عهد الرئيس السوري السابق حافظ الاسد».
وقتل 44 شخصاً في أعمال عنف في سوريا، أمس، بينهم تسعة في مدينة حمص حيث تمكنت القوات السورية من إحراز تقدم بسيط على الارض، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
من ناحيته، أكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين، الجنرال باباكار غاي، أنّه شاهد بأم عينه «قصفاً عنيفاً» وأضراراً كبيرة في مدينتي حمص والرستن. وقال، في مؤتمر صحافي مقتضب في أحد فنادق العاصمة، «قمت بأول زيارة ميدانية كرئيس مؤقت لبعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا، وتوجهت الى حمص والرستن لتقييم مستوى العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة». وأضاف «شاهدت بنفسي القصف العنيف من المدفعية إضافة الى القذائف» في حمص، مشيراً الى أن «القصف كان متواصلاً في بعض أحياء المدينة» التي «تعرضت للضرر الشديد نتيجة حملة القصف والقتال الشديد». وأضاف غاي «رأيت دبابات مدمرة على جوانب الشوارع، كما شاهدت تدميراً للبنية التحتية العامة مثل الجسور»، إضافة إلى «تضرر البيوت في الشوارع الرئيسية داخل المدينة بصورة كبيرة».
ويأتي تصريح رئيس البعثة بعد أن عقد أول اجتماع مع ممثلين عن الحكومة السورية، شدد فيه «على الحاجة بين جميع الأطراف إلى إنهاء حمام الدم، وقتل السوريين للسوريين، وعلى أهمية أن تلتزم كافة الأطراف بالحوار السياسي». ورأى غاي «أن هناك حاجة للتحول من عقلية المواجهة والقتال المسلح الى عقلية الحوار». كذلك طالب كافة الأطراف بممارسة «ضبط النفس وتجنب سفك المزيد من الدماء».
وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن 318 سورياً بينهم 5 ضباط أحدهم برتبة عميد وصلوا إلى تركيا وتقدموا بطلبات لجوء.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)