انتقدت حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، أمس، بشدّة تصريحات المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية ميت رومني الذي وصف القدس بأنها عاصمة اسرائيل، ووصفتها بالعنصرية والمتطرفة وتشكل رخصة لتشجيع تهويد المدينة المقدسة.وكان رومني قد زار الأراضي الفلسطينية المحتلة لأيام، والتقى مسؤولي دولة الاحتلال، في إطار جولة انتخابية خارجية تهدف الى كسب أصوات اليهود، من دون أن يزور أراضي السلطة الفلسطينية، لكنه التقى رئيس الحكومة سلام فياض في القدس المحتلة، قبل أن يغادر الأراضي المحتلة حاملاً في جعبته أكثر من نصف مليون دولار من متبرعين أميركيين يهود.
وقال المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، إن تصريحات رومني «عنصرية متطرفة منكرة للحق الفلسطيني واسهام في قلب الحقائق وتزوير التاريخ وتضليل للرأي العام واستفزاز لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين». وأضاف أن «حماس» تجد هذه التصريحات «رخصة لتشجيع التهويد والاستيطان»، مؤكداً أن «القدس عاصمة لفلسطين وللشعب الفلسطيني ولن نفرط بذرة تراب منها». ودعا برهوم الى «الاسراع في حماية القدس والدفاع عنها وتشكيل اقوى واوسع شبكة امان عربية اسلامية لها ووضع حد لكل ما يحاك ضدها».
وكان رومني قد وصف القدس بأنها «عاصمة اسرائيل». وقال في كلمة امام مؤسسة القدس بحضور رئيس بلدية المدينة نير بركات: «أشعر بتأثر كبير لوجودي في القدس عاصمة اسرائيل». تصريحات عدّها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «تضر بمصالح الولايات المتحدة في منطقتنا وتضر بالسلام والامن والاستقرار في المنطقة». وشدد عريقات على «الرفض المطلق لما ورد في خطاب رومني»، داعياً الى «الا تكون الحملات الانتخابية الاميركية على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية وعلى حساب السلام في منطقتنا التي تتطلع الى سلام يعمها ويحل على جميع شعوب المنطقة». وشدد على «أن القدس الشرقية محتلة، وحسب حل الدولتين الذي يؤيده العالم أجمع بما فيها الولايات المتحدة وغالبية الشعب الاسرائيلي، فإن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين والقدس الغربية عاصمة دولة اسرائيل».
وعقب اجتماعه القصير مع رومني في القدس المحتلة، قال سلام فياض إنه بحث مع الأميركي «عملية السلام والتحديات الاقتصادية في فلسطين».
وغادر رومني الأراضي المحتلة أمس، بعدما تمكن من الحصول على أكثر من مليون دولار من متبرعين أميركيين من أصل يهودي، وذلك أثناء حفل أُقيم لجمع التبرعات، بعدما لقي استقبالاً حافلاً من الزعماء الاسرائيليين، فيما كان يبرع في تقديم نفسه صديقاً للدولة اليهودية أفضل من غريمه باراك أوباما، الذي توترت علاقته برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين مع نتنياهو.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)