في الوقت الذي تتزايد فيه الاستعدادات لـ«معركة حلب»، قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، يوم أمس، إن النظام السوري يستعد للهجوم بالدبابات والمروحيات على حلب. ونقلت وكالة «أنباء الأناضول»، عن أردوغان، أنّه يتابع مع وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو التطورات. وأضاف «أتمنّى أن يحصل النظام على الرد الذي سيستحقه من أبناء الشعب السوري». وأشار إلى أن مجموعات المعارضة في حلب سيطرت على عدة أحياء في المدينة. بدوره، أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن الرئيس السوري بشار الاسد «يستعد لارتكاب مجازر جديدة ضد شعبه في حلب». واعتبر فاليرو أنّ العدد المتنامي للانشقاقات «يشير إلى أيّ حدّ وصل النظام السوري».
فيما حذّر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من «خسائر فادحة في الارواح وكارثة انسانية في حلب». وقال هيغ، في بيان له، إن «هذا التصعيد غير المقبول في النزاع يمكن أن يؤدي الى خسائر فادحة في أرواح المدنيين وكارثة انسانية». وأضاف هيغ إنّه «يشعر بقلق عميق من المعلومات التي تفيد أن الحكومة السورية حشدت قواتها ودباباتها حول حلب، وبدأت هجوماً عنيفاً على المدينة وسكانها». وتابع «على بشار الاسد التخلي عن هذا الهجوم»، ودعا الى «إدانة بالاجماع من كل دول العالم، بما في ذلك الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، والاصرار على عملية سياسية لانهاء العنف في سوريا». ورأى أن الوضع يدل على «سبب حاجة الشعب السوري إلى القرار الذي اقترح الاسبوع الماضي في مجلس الامن». وأضاف «إذا واصلت سوريا هجماتها فسنزيد من دعمنا العملي للمعارضة».
بدوره، حثّ وزير الخارجية الإيطالي، جيليو تيرسي، العالم على تكثيف الضغوط على النظام السوري لتفادي «مذبحة» في حلب. وأشار إلى أن إيطاليا تدرس إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
في السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه «يشعر بقلق عميق من تقارير عن استخدام محتمل للأسلحة الكيماوية في سوريا»، وطالب الحكومة السورية بالاعلان على نحو قاطع أنها لن تستخدم هذه الاسلحة «تحت أي ظروف».
في سياق آخر، قال الرئيس السابق لبعثة المراقبة الدولية، الجنرال روبرت مود، إن سقوط حكومة الرئيس بشار الأسد ما هو إلا «مسألة وقت» لأن استخدامها المفرط للقوة يحشد المزيد من المنشقين، لكن مود تابع قائلاً «إن الأسد سيكون في مأمن على الأرجح على المدى القصير، لأنه يمتلك القدرة العسكرية التي تجعله بمنأى عن المقاتلين، وإن سقوطه في نهاية الأمر قد يستغرق شهوراً أو أعواماً».
إلى ذلك، عبّرت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، عن القلق العميق إزاء تصاعد العنف في كثير من المدن والقرى في سوريا، ودعت الحكومة والمعارضة الى حماية المدنيين والتقيّد بالتزاماتهم وفقاً للقانون الدولي. وأضافت أن «المسؤولية الأساسية لحماية المدنيين من كل أنواع العنف تتحملها الحكومة». وأشارت الى وجود تقارير متزايدة حول قيام مقاتلي المعارضة بتعذيب سجناء أو إعدامهم.
من ناحيته، اعلن سمير نشار، أحد أعضاء في «المجلس الوطني السوري» انشقاق عضو المجلس اخلاص بدوي ولجوءها مع اولادها الستة الى تركيا. وقال نشار إنّه «جرت اتصالات معها منذ وقت قصير من أجل استقبالها في مكان آمن»، مضيفا إنّها «وصلت يوم الخميس الى تركيا مع أولادها الستة، ومن المتوقع أن تتوجه الى قطر». وأكد أنّ «قطر عرضت استقبالها».
وأضاف إن السلطات السورية طلبت من النواب مغادرة حلب والتوجه الى دمشق، لان كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك أصبحت نقطة حاسمة في النزاع.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)