حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، من أنّ المطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد تعوّق جهود انهاء الصراع في سوريا. وأشار لافرورف إلى أنّ مثل هذه المطالب، التي صدرت عن الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوربية والعربية وتركيا تؤجج العنف، كما أكد «أن دعم المعارضة السورية المسلحة يرقى إلى حد دعم الارهاب»، مضيفاً، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصربي فوك جرميتش في موسكو، «أي نوع من العمل الانساني يمكننا الحديث عنه ما دام هذا الدعم مستمراً؟». كذلك لفت لافروف إلى أنّه «نأمل بشدة أن يمتثل الطرفان لنداء مجلس الامن الخاص بضمان سلامة مراقبي الامم المتحدة، ويحدوني الامل، في هذه الحالة، أنّه خلال 25 يوماً عندما تنقضي مدة الثلاثين يوماً سيتمكن مجلس الامن من تمديد هذه المهمة».في السياق، أكد مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة، هيرفيه لادسو، أنّ الامم المتحدة تواصل مساعيها لوقف اعمال العنف في سوريا، رغم مغادرة نصف المراقبين الدوليين. وقال لادسو، في ختام يومين من المحادثات مع مسؤولين سوريين وشخصيات معارضة، إنّ «المنظمة الدولية تريد، أيضاً، المساهمة في اطلاق عملية سياسية لحظتها خطة الموفد الدولي كوفي انان ولا بديل منها حتى الآن». وأضاف أنّه «اذا تغيّرت الظروف فسيتمّ ارسال المراقبين المغادرين مجدداً».
بدوره، اقترح وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، علي حيدر، توفير 10 آلاف متطوّع سوري، من ذوي الاختصاصات العالية للمساهمة في العمل الميداني لبعثة المراقبين، معتبراً أن هذا الاقتراح «يختبر نوايا البعثة وجدّيتها». ولفت حيدر الى أن «هذا الاقتراح سيدرس جدياً في الأيام القادمة». وأكد أن «الوزارة جاهزة لحل جميع الإشكاليات التي تعوق عمل البعثة، ليصبح دورهم فاعلاً لوقف العنف وتحميل الأطراف التي تمارس عنفاً حقيقياً على الأرض المسؤولية بمهنية وشفافية». وأكد أن «وقف العنف والذهاب إلى عملية سياسية إرادة سورية بالدرجة الأولى، وليست اختراعاً لمجلس الأمن»، معتبراً أن السوريين وافقوا على خطة المبعوث الدولي كوفي أنان «لا لتقديمه شيئاً جديداً لهم، بل لأنه يعبّر عن إرادة دولية تتوافق مع إرادتهم في إخراج وطنهم من دوامة العنف والذهاب لعملية سياسية والخروج من الأزمة».
واستغرب حيدر «ممن غيّر الأولويات، فبعد أن كان العالم كله حتى من يُسمي نفسه معارضاً سورياً في الخارج يضع شرطاً للذهاب إلى عملية سياسية تتمثل في وقف العنف، أصبح الجميع يسكت عن طلب واستحقاق وضرورة وقف العنف ويقفز للخطوة الثانية التي تتمثل بالعملية السياسية»، معتبراً ذلك «هروباً الى الأمام».
من ناحيته، قال نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي إن دعم طهران لسوريا «لا يقبل التغيير». فيما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن أمين سر مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي قال إن طهران مستعدة لدعم دمشق «أكثر من ذي قبل في مواجهة الضغوط الأجنبية».
ونقلت وكالة أنباء العمال الايرانية، عن وزير الطاقة الإيراني ماجد نامجو، قوله إنّ «إيران لن تترك سوريا وحدها في الأوقات الصعبة»، مضيفاً أن طهران مستعدة لإعادة بناء المنشآت التي تضررت أثناء الانتفاضة.
بالمقابل، أبدى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، ثقته بأن الرئيس السوري بشار الاسد سيسقط «عاجلاً أم آجلاً». واعتبر فابيوس أن «على كل دول العالم، وخصوصاً أعضاء مجلس الامن الدولي أن تفهم أين تكمن مسؤوليتها»، مذكراً بأن «روسيا والصين اعترضتا على القرارات التي هدفت الى وقف المعارك».
إلى ذلك، أكد خبراء في الاتحاد الاوروبي أنّ الازمة الانسانية في سوريا تفاقمت في شكل ملحوظ خلال الايام الاخيرة، مشددين على الحاجة الى مزيد من الاموال لبرامج المساعدة التي تبدو غير كافية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)