رأى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، أن إسرائيل تواجه في منتصف عام 2012 تحديات أكثر تعقيداً من تلك التي واجهتها القيادة الامنية والسياسية طوال تاريخها. وأكد أن «المطلوب من إسرائيل اتخاذ قرارات قاسية ومصيرية تتعلق بأمنها القومي، وضمان مستقبلها». وتناول باراك التغيرات التي تشهدها المنطقة حيث تسود حالة من اللاستقرار وتزايد التحديات الامنية التي تتعاظم في كل يوم.
وفي ما يتعلق بالتهديد النووي الإيراني، أضاف باراك «أدرك جيداً وأعرف حقاً الصعوبات والاخطار المتعلقة بمنع وصول إيران الى صناعة أسلحة نووية، لكن من الواضح لي دون أدنى شك أن التعامل مع هذا الخطر (إيران نووية) سيكون بما لا يقاس أكثر تعقيداً وأكثر خطراً»، مبرراً ذلك بأن إيران النووية «تشكل تهديداً للنظام العالمي كله»، لأنها ستدفع نحو سباق تسلح نووي على مستوى المنطقة، كما أن دولاً مثل السعودية وتركيا وأيضاً مصر الجديدة، لن تستطيع البقاء في الخلف. إضافة إلى ذلك، سيبدأ العد العكسي لتسرب الخبرة والتكنولوجيا النووية، حتى الى المنظمات «الإرهابية». ورأى أنه برعاية قوة نووية، إذا تحققت، من الممكن أن تبسط إيران هيمنتها على الخليج.
ورأى وزير الدفاع الاسرائيلي أيضاً أنه آن الأوان للعالم للاستعداد من أجل توحيد العمل وتوحيد الهدف والارادة السياسية من أجل كبح سريع للبرنامج النووي الإيراني. أما لجهة العقوبات والاتصالات الدبلوماسية، فاعتبرها غير كافية، «ولن تؤدي الى وقف البرنامج النووي الايراني». وشدد على أن الإيرانيين مصممون ويضللون العالم كله للوصول الى السلاح النووي، «ومن أراد دليلاً فلينظر مرة أخرى الى تطور المحادثات في الاشهر الاخيرة، بما فيها تلك التي جرت في موسكو». وكرر أن التهديد النووي الايراني فريد من نوعه بالنسبة إلى إسرائيل، ويمكن أن يتطور في المستقبل ليصبح تهديداً وجودياً، ولا يمكننا تجاهله.
وفي ما يتعلق بالخلاف مع الولايات المتحدة بشأن كيفية التعامل مع المسألة النووية الايرانية، قال باراك «لا يوجد أي تناقض بين أن ندمج بين المسؤولية السياسية والمسؤولية الامنية والسيادة المطلقة في اتخاذ قراراتنا وتحديد سياستنا، وفي الوقت نفسه المحافظة على شبكة العلاقات مع الولايات المتحدة». وأكد أن الولايات المتحدة تفهم في نهاية الامر أن الحكومة الاسرائيلية هي وحدها من يتحمل المسؤولية العليا عن القرارات المتعلقة بأمن إسرائيل ومستقبلها. لكنه أضاف أن الدولتين «مصممتان ومشتركتان في الموقف بشأن ضرورة منع إيران النووية، وأنه لا ينبغي استبعاد أي خيار في هذا المجال». وأكد أيضاً أن العلاقات الأمنية مع الادارة الحالية هي في أعلى مستوى شهدته من قبل.
ورأى باراك أن الربيع العربي الذي يتحول الى شتاء إسلامي، يشير في ساعة الاختبار الى أنه ليس بمقدور إسرائيل سوى الاعتماد على نفسها فقط، مؤكداً أن المؤسسة الامنية تستعد لهذا التحدي، عبر الاستعداد للتغيرات والتحولات السريعة.
وفي ما يتعلق بعملية بلغاريا، كرر باراك اتهام حزب الله، مؤكداً أنه نفذها بإيحاء إيراني، ومتوعداً بأن يد إسرائيل ستطاول القتلة ومرسليهم. وحذر من أن «إسرائيل لا يمكنها أن تقبل بنقل منظومات سلاح متطورة من سوريا الى حزب الله»، مكرراً تقديره بحتمية سقوط الرئيس السوري بشار الاسد.
وانضم باراك الى سلسلة الرسائل الايجابية التي وجهها كل من وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاه تركيا، بالقول إنه «ليس لدى إسرائيل اهتمام بمواصلة الاحتكاك بين الدولتين، وإن تركيا الى جانب إسرائيل طرف أساسي في
المنطقة».
وتناول باراك مسألة تجنيد الحريديم في الجيش، من زاوية علاقة هذا الامر بالامن القومي الاسرائيلي، مؤكداً أن المؤسسة الامنية تعمل بما يتلاءم مع حاجات الجيش وضروراته من أجل بلورة قواعد تؤدي الى تغيير جذري، مبني على توسيع وتعميق الشراكة في عبء التجنيد.