تونس | تعيش مدينة صفاقس، العاصمة الاقتصادية لتونس، والمعروفة بحراكها النقابي الكبير وانحدار ابرز القيادات النقابية منها مثل فرحات حشاد والحبيب عاشور وعبد السلام جراد، منذ ايام احتقاناً كبيراً وأحداث عنف استهدفت النقابيين على خلفية رفضهم تنصيب مدير جديد لمستشفى الجامعي الهادي شاكر، الذي يعد من اكبر المستشفيات في تونس. التصعيد بدأ بعدما رفضت النقابة تنصيب مدير موال للنهضة، واعتبروا تعيينه عودة للمثلث القديم الذي كان فيه الحزب الحاكم يسيطر على الادارة، إذ نظم النقابيون اعتصاماً امام مبنى الادارة ومنعوا المدير من الدخول طيلة خمسة اشهر، ما اضطر المدير إلى استصدار حكم قضائي والاستعانة بقوات الأمن وبالنيابة العمومية لتنفيذ القرار.
تدخل الأمن في المستشفى ادى إلى احداث عنف انتهت باعتقال ستة نقابيين، اطلق سراح اثنين منهم وتم الاحتفاظ بأربعة في الإيقاف ولا يزال ٢١ نقابياً محل تفتيش. وقد أدانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان تدخل الأمن والنيابة العمومية في هذا الخلاف النقابي واعتبرت قيادة الاتحاد أن خلفية الاحداث الحقيقية هي استهداف الاتحاد وتركيعه. بدوره، أعلن الاتحاد الجهوي للشغل، اكبر الاتحادات الجهوية، أنه قد يضطر إلى تنظيم إضراب عام ما لم تتراجع الحكومة عن التصعيد ضد الاتحاد. وينتظر أن يحسم الإضراب غداً السبت في اجتماع الهيئة الإدارية الجهوية لصفاقس واجتماع الهيئة الادارية الوطنية أعلى سلطة في الاتحاد.
لاول مرة منذ سنة ١٩٨٥ تؤدي المواجهة بين الاتحاد والحكومة إلى سجن نقابيين على خلفية نشاطهم النقابي، حدث هذا بعد الثورة التي كان الاتحاد فاعلاً فيها وخاصة الاتحاد الجهوي لصفاقس، إذ خرجت من هذا المستشفى اول مسيرة نادت علناً برحيل بن علي. الأزمة بين الاتحاد الجهوي للشغل ومن ورائه القيادة المركزية اصبح لها طابع سياسي، إذ لاقى اعتقال نقابيين موجة تعاطف كبيرة معهم وإدانة واسعة للحكومة التي اختارت التصعيد في وقت تحتاج فيه البلاد إلى التوافق والمزيد من التوافق. فهل تغلب الحكومة منطق الحكمة والتهدئة ام تستمر في خيار اللاعودة؟ كذلك كيف سينتهي الخلاف خاصة وأن تاريخ تونس سجل ربح الاتحاد لكل معاركه ضد الحكومات المتعاقبة؟
إلى ذلك، استخدمت الشرطة التونسية أمس، قنابل الغاز المسيل للدموع واطلقت الرصاص في الهواء لتفريق عشرات من عمال البناء الذين حاولوا اقتحام مقر ولاية سيدي بوزيد وذلك احتجاجاً على تأخر الحكومة في صرف رواتبهم، كما طال غضب المحتجين مقر حزب النهضة الاسلامي. وأقدم المحتجون على اضرام النار في اطار مطاطي وألقوا به داخل مقر الولاية واقتلعوا الباب الرئيسي لمبنى المقر وقطعوا الطريق المؤدية إليه بالحجارة، كما اقتحموا مكتب حركة النهضة واتلفوا بعض محتوياته. واقتلعوا لافتة كتب عليها اسم الحزب كانت معلقة في واجهة مقره بالمدينة وألقوا بها أرضا ليدوس عليها الاطفال.
من جهته، اتهم الناطق الرسمي لحزب المهضة، نجيب الغربي، بعض الاطراف السياسية دون تسميتها بتحريض المتظاهرين على مهاجمة مقر الحزب.
من جهة اخرى، دعا النائب المعارض، نعمان الفهري، الرئيس منصف المرزوقي إلى الاستقالة بعد أن وجه مستشاره المستقيل ايوب المسعودي اتهامات بـ«الخيانة» الى المؤسسة العسكرية. وفي شريط فيديو مسجل نشره على صفحته الشخصية في الفايسبوك، سأل النائب في المجلس الوطني التأسيسي عن الحزب «الجمهوري» اليساري الوسطي المعارض، المرزوقي «كيف تريدنا أن نستأمنك على بلادنا وعلى الجيش وأنت لم تتحرك ولم ترد على مستشارك وأنت رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة».