أكد وزير الاقتصاد الإيراني، شمس الدين حسيني، أن السلطات ستتخذ خطوات «للحد من آثار العقوبات»، وذلك عشية الدعوة الى الوحدة التي وجهها المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي، أول من أمس، خلال اجتماع مع المسؤولين الكبار في البلاد. وناقش وزراء إيرانيون، خلال اجتماع مغلق مع أعضاء مجلس الشورى (البرلمان)، المشاكل الاقتصادية التي تواجهها البلاد، ولا سيما تأثير العقوبات الدولية والتضخم المتسارع. وتزامن الاجتماع مع نشر وسائل الاعلام المحلية أخيراً صوراً لصفوف الانتظار الطويلة للحصول على المواد الغذائية المدعومة.
وأكد حسيني أن السلطات ستتخذ خطوات «للحد من آثار العقوبات» الغربية، من خلال الانتقال إلى «اقتصاد المقاومة». وتابع «توافقنا على إجراءات لخفض نفقات الميزانية والتركيز على الانتاج الداخلي». وشارك في الاجتماع وزراء الاقتصاد والنفط والتجارة والزراعة، إضافة الى حاكم المصرف المركزي، حسبما نقلت وكالة الأنباء الطلابية (ايسنا).
أما رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، فأوضح أن اجتماع أمس، كان بالتأكيد هدفه «تقييم الوضع الاقتصادي والانتاج في البلاد». وشدد على ضرورة وضع الخلافات جانباً بين المسؤولين، قائلاً إنه «يجب عدم اتهام أحدنا للآخر. المهم تجنب الضغوط (الاقتصادية) على الناس».
وكان خامنئي قال، أول من أمس خلال اجتماعه مع مسؤولين كبار، «الواقع أن المشاكل قائمة، لكن يجب حلها من خلال الوحدة (وعلى المسؤولين) تجنّب الانقسامات التي لا طائل منها»، طالباً من المسؤولين الايرانيين عدم التشاحن علناً، ومشدداً على «المسؤولين أن يعلموا أن هذه التصرفات لن تجلب لهم أي مكانة بين الناس».
وعن العقوبات الدولية على إيران، قال خامنئي إن هذه العقوبات تضر الغرب أكثر مما تضر بإيران، مشيراً الى أزمة اليورو. وأضاف أن «الجمهورية الاسلامية ستتخطى الضغوط الاقتصادية الراهنة عليها، لأن استمرارها ليس من مصلحة الأمم الغربية». وأكد أن «تراجع إيران (عن سياساتها) بغض النظر عن التبريرات أو الأعذار، أو إظهار المرونة، سيشجع العدو».
وتابع خامنئي: «يقولون (في الغرب) صراحة إن عليهم تشديد الضغوط والعقوبات لإجبار السلطات الايرانية على إعادة حساباتها. ليس فقط لن نعيد حساباتنا وحسب، بل سنمضي بمزيد من الإصرار في مسار الشعب»، مشيراً الى أنه «الآن لدينا 11 ألف جهاز عامل للطرد المركزي في البلاد».
وزادت إيران بأكثر من 10 في المئة عدد أجهزة الطرد المركزي المخصصة لتخصيب اليورانيوم، رغم العقوبات والضغوط الدولية، حسبما نقلت وسائل إعلام عن الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي حضر لقاء المسؤولين مع خامنئي. وكرر نجاد قول خامنئي إن «هناك حالياً 11 ألف جهاز طرد مركزي تعمل في مواقع التخصيب».
وبحسب آخر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية نشر في نهاية آذار الماضي، فإن إيران تملك أكثر بقليل من عشرة آلاف جهاز طرد، منها 9330 في ناتنز (بينها 8818 تعمل) وقرابة 696 في موقع فوردو.
وخلال مفاوضات نووية استؤنفت في نيسان بعد 15 شهراً من توقفها، طلبت الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) من إيران غلق موقع فوردو ووقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة.
(أ ف ب، رويترز)