انضمام رئيس حزب «كديما»، شاؤول موفاز، قبل أكثر من شهرين إلى الحكومة الإسرائيلية، هو تماماً كما خروجه منها قبل أيام. كلاهما، إسرائيلياً، يوظفان في السياق الإيراني، ويشيران إلى قرب توجيه الضربة العسكرية الموعودة للمنشآت النووية في إيران. كما أي متغير آخر في الساحة الإسرائيلية، بل وأيضاًَ المتغيرات إقليمياً ودولياً، استراتيجية تل أبيب على حالها، وتتمثل بـ«امسكوني وإلا»، إلا أنها تفتقر، بين الحين والآخر، إلى جرعات صدقية، يرى البعض أنها باتت مفقودة، في مواجهة الملف النووي الإيراني، وقد وصلت بالفعل إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه.
هجمة تحليلية اجتاحت الإعلام الإسرائيلي، ربطاً بالسياق الإيراني، مبنية على واقعة خروج الجنرال شاؤول موفاز من الحكومة الإسرائيلية، ومحاولة رئيسها، بنيامين نتنياهو، شق حزب «كديما» وضم عدد من نوابه إلى الائتلاف الحكومي.
صحيفة «يديعوت أحرونوت» أشارت إلى أن الهدف الرئيسي من وراء محاولة شق «كديما»، هو ضمان موافقة أغلبية في المجلس الوزاري المقلص لضرب إيران، من خلال استبدال موفاز بعضو الكنيست من المنشق عن حزبه، تساحي هانغبي، الذي يؤيد الخيار العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية. الا أن هانغبي نفى في حديث إلى إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، أن تكون وراء محاولات نتنياهو شق كديما، الرغبة في ضمه الى الحكومة، ليحصل على دعمه في شن هجوم ضد إيران.
هانغبي هاجم موفاز، الذي قال قبل يومين إنه انسحب من الحكومة بعدما رفض تأييد مغامرة عسكرية تشكل خطراً على «مواطني إسرائيل»، وشدد على أن «هذه الأقوال خطيرة للغاية، وخاصة أنها تصدر عن شخص كان رئيساً لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي ووزيراً للدفاع». ويعد هانغبي من أشد المؤيدين لشن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران، إلا أنه تبين أمس، بشكل نهائي، أن مساعيه ونتنياهو باءت بالفشل، ولم يستطيعا إقناع سبعة أعضاء كنيست من حزب كديما بالانشقاق عنه (وهو العدد الذي يفرضه القانون للانشقاق عن الأحزاب)، وبالتالي لم يؤيد الانشقاق إلا أربعة أعضاء فقط، هو ما دفع بموفاز إلى الطلب من رئيس لجنة الكنيست، ياريف ليفين، اعتبارهم منشقين غير قانونيين، واستبدالهم بأعضاء كنيست جدد، مع ذلك رفضت لجنة الكنيست طلب موفاز بأغلبية أعضائها، ومهدت الطريق أمام الأربعة لانضمامهم الى حزب الليكود. وأشار موفاز إلى أن كل من يريد الانضمام إلى «المفسدين المؤيدين لمشروع قانون التجنيد الذي أعده حزب الليكود، يمكنه الذهاب».
الى ذلك، أكدت صحيفة «معاريف» أن نتنياهو رفض التقديرات التي تحدثت أمس وأول من أمس عن تقديم موعد الانتخابات العامة للكنيست، ونقلت عن مقربين منه أن رئيس الحكومة يشدد على أنه لا سبب لإجراء انتخابات مبكرة، طالما أن الائتلاف الحكومي ينجح في عمله، وتحديداً في المسائل الأمنية والاقتصادية، على غرار نجاحه في السنوات الثلاث الماضية. وشدد عضو الكنيست، كرمل شاما، المقرب من نتنياهو، على أن «إجراء انتخابات في هذه المرحلة لا يُعدّ في صالح حزب الليكود ولا في صالح إسرائيل، وهي بالتأكيد ليست جيدة لنا، كحزب، من الناحية السياسية».