رأت دراسة إسرائيلية جديدة لمعهد أبحاث الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، أن ازدياد عدد المجاهدين الوافدين إلى سوريا من مختلف الدول العربية وغير العربية يؤكد بشكل غير قابل للتأويل أن الحركات الإسلامية الأصولية المتشددة باتت لاعباً مركزياً في الأزمة السورية، كما تؤكد أن هذه الحركات أصبحت تملك قواعد مركزية وخطيرة في الأراضي السورية. وتابعت الدراسة أن هذه الحركات لا تُشكّل خطراً على النظام الحاكم في دمشق فقط، إنما باتت تهديداً حقيقياً لكل حكومة سورية قد تُشكّل بعد رحيل النظام الحالي، كما أنها باتت تهديداً خطيراً للغاية على «الجيش السوري الحر»، على حد تعبيرها. وقالت الدراسة إنّه وفق المعلومات المتوافرة، فإن عشرة تنظيمات جهادية متطرفة على الأقل، التي تؤمن بعقائد مختلفة، باتت تقوم بأعمال جهادية عسكرية سرية في بلاد الشام. وأوضح معدّو الدراسة أن من الأهمية الإشارة إلى ثلاثة أنواع من التنظيمات: هناك تنظيمات مختصة في الدعم اللوجستي، إن كان ذلك عبر تهريب الأفراد، أو عبر تهريب الأسلحة والعتاد العسكري، وتنظيمات تقوم بتنفيذ عمليات ضد النظام الحاكم في دمشق، وتحديداً ضد قادة أمنيين، وثالثاً، التنظيمات الجهادية التي تُعنى بتوجيه ضربات مؤلمة للنظام خارج المناطق التي تدور على أرضها المعارك.
وبحسب الدراسة، فإن العمليات نُفذت من قبل تنظيمين سلفيين سوريين هما «جبهة النصرة» و«كتائب أحرار الشام»، الذي اتخذ من إدلب مقراً له. ولفتت الدراسة إلى أن التنظيمين المذكورين تلقيا الإلهام والإرشاد والمعونة من قبل تنظيم القاعدة في العراق، وتحولا إلى أشهر منظمتين سوريتين تعملان ضد النظام.
من ناحية أخرى، لم تعمد هذه التنظيمات الى تحسين علاقاتها مع «الجيش السوري الحر»، لكن التنظيمات عينها حصلت على دعم كبير، عبر انضمام عدد من المجاهدين من العراق، والأردن، ومصر، وفي الفترة الأخيرة من الكويت. ولفتت الدراسة إلى أنّه على الرغم من الخلاف العقائدي بين التنظيمات و«الجيش الحر»، فإن بعض التنظيمات الجهادية الفاعلة على الساحة السورية أقامت علاقات «خفيفة» مع الجيش الحر، ويقومون بتقديم المساعدة له في حربه ضد قوات الأمن التابعة للنظام، وذلك لأن هذه التنظيمات تتمتع بالتجربة لخوضها معارك في بلدان أخرى.
وأوضحت الدراسة أنه بالنسبة إلى السواد الأعظم من المعارضة السورية، فإن التنظيمات الجهادية الإسلامية تشكّل اليوم حليفاً مهماً، وبالتالي فإن المعارضة تسعى إلى عقد التحالفات مع قسم منها، ولكن بالمقابل تبتعد عن القسم الثاني، وتحديداً تنظيم القاعدة، لأن التحالفات مع التنظيمات الجهادية الراديكالية «قد تُفقد المعارضة السورية صدقيتها، وتؤثر سلباً على شعبيتها في صفوف أبناء الشعب السوري».
(الأخبار)