نفّذت القوات النظامية السورية هجمات مضادة، أمس، على أحياء في دمشق وحلب، كان مسلحو المعارضة قد دخلوا إليها، فيما أعلن الجيش السوري الحر بدء معركة «تحرير حلب»، حيث دارت فيها أمس، ولليوم الثالث على التوالي، اشتباكات بين الطرفين. وأعلنت السلطات السورية أمس السيطرة على حي القابون و«تطهيره من فلول الإرهابيين»، بعد إعلانها الجمعة السيطرة على حي الميدان القريب من وسط العاصمة، فيما أفيد عن اشتباكات في بساتين الرازي في حي المزة وفي حي برزة في شمال شرق دمشق وفي منطقة اللوان على المتحلق الجنوبي في حي كفر سوسة وفي حي ركن الدين في شمال العاصمة، فيما استمرت حركة النزوح من دمشق حيث أعلنت المسؤولة عن وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى سوريا، ماريان غاسر، أن نحو 60 مدرسة في منطقة ريف دمشق فتحت أبوابها لاستقبال اللاجئين ولجأ إليها أكثر من 11800 شخص.
أما في حلب، فنقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر أن الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة في منطقة قبتان الجبل ومنطقة حيان شمال حلب وأسفرت الاشتباكات عن مقتل خمسة إرهابيين، بينهم اثنان غير سوريين.
في المقابل، أعلن الجيش السوري الحر، أمس بدء معركة «تحرير حلب». وقال قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في محافظة حلب، العقيد عبد الجبار محمد العكيدي، «في هذه الأيام المباركة من عمر ثورتنا، وبعدما قطعنا شوطاً كبيراً في كفاحنا من أجل حريتنا، يعلن المجلس العسكري لمحافظة حلب بدء عملية حلب الشهباء». وأضاف «نجح الجيش السوري الحر حتى اليوم في تحرير معظم المواقع الواقعة في ريف حلب، وأصبحت الطريق أمامنا مفتوحة لتحرير مدينة حلب، ومنها كل التراب السوري».
وفي السياق، ذكر ناشطون أن مسلحي المعارضة تمكنوا من السيطرة على بعض أجزاء أحياء صلاح الدين ومساكن هنانو وسيف الدولة والصاخور. كما دارت اشتباكات في الجميلية والميرديان وقرب قسم شرطة الزبدية وفي محيط مبنى الهجرة والجوازات في مدينة حلب. كذلك أفيد عن اشتباكات قرب قاعدة الاستخبارات الرئيسية.
وبالتزامن مع استمرار الاشتباكات في حلب ودمشق، أفيد عن عمليات عسكرية في دير الزور وفي أحياء الخالدية والقرابيص وجورة الشياح في مدينة حمص. كذلك أفيد عن استعادة السلطات السورية السيطرة على السجن المركزي في حمص بعدما اندلعت فيه حركة عصيان أسفرت عن قتيلين، فيما سيطر مسلحون من حزب العمال الكردستاني على مدينة المالكية بمحافظة الحسكة، ورفعوا علم الحزب على عدد من الدوائر الحكومية التي سيطروا عليها.
في موازاة ذلك، تستمر «معركة المعابر» بين القوات النظامية والمسلحين. وأعلن المتحدث باسم المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية، أحمد زيدان، سيطرة المسلحين على معبر باب السلام، ليكون ثالث معبر حدودي مع تركيا يستولي عليه المسلحون بعد سيطرتهم الأسبوع الماضي على معبري جرابلس وباب الهوى الأسبوع الماضي. وفي السياق، أفادت وكالة «فرانس برس» بأن نحو 150 مقاتلاً من دول إسلامية تمركزوا في معبر باب الهوى، لافتة إلى أن المسلحين من الجزائر والسعودية والإمارات ومصر وفرنسا والشيشان وتونس وبعض الدول الأفريقية وشورى طالبان والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وبالتزامن، شددت القوات التركية الإجراءات الأمنية على طول الحدود التركية السورية عبر إرسال بطاريات صواريخ أرض ـ جو وناقلات جند الى ماردين في جنوب شرق البلاد، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء. وأضافت الوكالة نقلاً عن مصدر عسكري محلي إن التجهيزات ستوزع على وحدات عسكرية منتشرة على طول الحدود مع سوريا، فيما ذكرت الوكالة أن عسكريين سوريين فروا إلى تركيا أمس، بينهم عميد وعقيد ومقدم ونقيب.
أما على الجانب العراقي من الحدود، فأفاد محافظ نينوى، أثيل النجيفي، عن استعادة القوات النظامية السورية السيطرة على معبر اليعربية الحدودي، من دون أي اشتباكات بعدما هجره المسلحون، فيما تستمر سيطرة المسلحين على معبر البوكمال.
وعلى الحدود الأردنية، كشف مصدر أمني أردني، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن مسلحين حاولوا أول من أمس السيطرة على معبر نصيب الحدودي بين البلدين، لكنهم فشلوا، فيما أعلنت الحكومة الأردنية أنها ستتخذ كل الإجراءات على حدودها مع سوريا من أجل «الحفاظ على الأمن الوطني من أي اختراقات».
إلى ذلك، استقبل الرئيس السوري بشار االأسد، أمس، رئيس هيئة الأركان الجديد علي عبد الله أيوب الذي حل محل فهد جاسم الفريج، وزير الدفاع الذي خلف الوزير داوود راجحة بعد مقتله الأربعاء في انفجار في وسط دمشق، أودى أيضاً بحياة ثلاثة مسؤولين سوريين آخرين.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)