أثار قرار الرئيس المصري، محمد مرسي، الافراج عن 572 شخصاً اعتقلهم القضاء العسكري على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها مصر في الأشهر التي أعقبت الثورة ردود فعل مرحبة وسط مطالبات للرئيس بالافراج عن جميع المعتقلين السياسيين من دون استثناء. وطالب حزب الجبهة الديموقراطية مرسي بالعمل على الإفراج عن جميع المعتقلين وكذلك إعادة محاكمة كل من صدرت ضدهم أحكام عسكرية أمام محاكم مدنية.
كذلك طالب الحزب بضرورة وقف كافة أشكال التظاهرات والاحتجاجات سواء في الميادين أو المحاكم، وإعلان موقف واضح برفض التطاول على القضاة أو تعطيل مؤسسات الدولة تحت أي مسمى.
وكان مرسي قد أصدر قراراً، أول من أمس، بالافراج عن 572 شخصاً اعتقلهم القضاء العسكري. كما أمر بانشاء لجنة مكلفة دراسة وضع المدنيين الذين يحاكمهم العسكريون، اذ اعتقلت المؤسسة العسكرية قرابة 12 ألف شخص منذ بدء الثورة، تم الافراج عن 9714 معتقلاً منهم.
في هذه الأثناء، من المتوقع أن يتم اليوم تشييع جثمان نائب رئيس الجمهورية السابق عمر سليمان، في مدينة نصر في جنازة عسكرية يتقدمها كبار رجال الدولة، بالتزامن مع كشف مدير مكتب سليمان اللواء حسين كمال، عن تفاصيل الأيام الأخيرة التي سبقت وفاته المفاجئة.
ونفى كمال أن يكون مدير الاستخبارات السابق توفي بطريقة غير طبيعية، مؤكداً أن حالة الأخير الصحية بدأت في التدهور منذ 3 أشهر نتيجة حزنه الشديد لما يحدث في مصر.
وأشار كمال إلى أن ذلك تسبب في عدم إقبال اللواء سليمان على الأكل تماماً نتيجة حالة الاكتئاب التي عاشها، ما أدى إلى انهيار في قواه الجسمية حتى أصيب بالهزال، تم على أثره نقله إلى مستشفى وادي النيل. ووفقاً لكمال، شخّص المستشفى الحالة على أنها «ضعف فى عضلة القلب»، أدى إلى قصور في عمل الكلى، ما أدى في النهاية إلى وجود مياه في الرئة، ونُصح وقتها بالذهاب إلى ألمانيا لتلقى العلاج.
وأضاف «بالفعل أزيلت المياه واستقرت حالته وسافر بعدها إلى أبو ظبي، غير أن المشكلة تكررت مرة أخرى هناك، وتلقى العلاج على أعلى مستوى، ثم نُصح بعد ذلك بالسفر إلى كليفلاند للقضاء على المشكلة تماماً».
وأوضح أنه «بالفعل سافر إلى هناك، وتم تشخيص الحالة أيضاً على أنها ضعف في عضلة القلب. غير أن الأطباء قالوا إن حالته يمكن علاجها بالتدخل الجراحي أو بالأدوية، واستقروا على الأدوية».
من جهته، أصدر مستشفى كليفلاند الأميركي بياناً أوضح فيه أن سليمان توفي نتيجة مضاعفات الداء النشواني (امايلويدوزيس) وهو مرض يؤثر على عدد من الأعضاء منها القلب والكلى.
في غضون ذلك، تعهدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، بعد يومٍ من لقائها بمرسي، بالتعاون مع مصر لاعادة الأموال المهربة في أوروبا، كما أنها دعت إلى التعجيل بانتخاب برلمان جديد ودستور، وذلك حتى تخطو البلاد أولى الخطوات تجاه الديموقراطية الحقيقية. وأكدت آشتون أن الاتحاد الأوروبي يسعى لمساعدة المصريين خلال الفترة الانتقالية للوصول إلى «الديموقراطية الحقيقية»، وذلك من خلال حرية التعبير وحرية العقيدة وحرية الأقليات، مشيرةً إلى أن مصر الآن تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، وأن الاتحاد الأوروبى يسعى لمساندة مصر.
إلى ذلك، دعا الرئيس الصيني هو جنتاو، أمس، لإقامة تعاون استراتيجي صيني ـ مصري أكبر في ظل الوضع الدولي المعقد والمتغيّر. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، أن الرئيس الصيني قال خلال لقائه بوزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، إن «الصين تعلق أهمية كبرى على روابطها بمصر». وشدد على أن مصر هي واحدة من أهم شركاء الصين الاستراتيجيين، فيما قال عمرو إن مصر تواجه حالياً مهمة صعبة وهي تحسين الاقتصاد وحياة المصريين، معرباً عن أمل الجانب المصري في التعلم من نجاح الصين وزيادة التعاون الاقتصادي معها.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)