بينما لا تزال الشرطة البلغارية تسعى إلى تحديد هوية منفّذ التفجير الانتحاري، الذي استهدف سياحاً إسرائيليين في مطار بورغاس البلغاري، تصر إسرائيل على اتهام حزب الله وإيران بالوقوف وراء الهجوم الانتحاري، فيما رأى «البنتاغون» أن الهجوم يحمل بصمات حزب الله.
وتضاربت الأنباء بشأن هوية منفذ الهجوم. فبينما أكد وزير الداخلية البلغاري، تسفيتان تسفيتانوف، أن الانتحاري هو مهدي محمد الغزالي وكان معتقلاً سابقاً في سجن غوانتانامو، ومضى على وجوده في بلغاريا ما بين أربعة أيام وأسبوع، قبل تنفيذ الهجوم. وفي حين أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن الشكوك قد انتابت الأجهزة الأمنية البلغارية أثناء التحقيقات في احتمال أن يكون الغزالي، الذي سبق أن اعتقل في غوانتانامو في عام 2004 يقف وراء الهجوم، أكد كل من المتحدث باسم الاستخبارات السويدية، كلاوس أولسون، والسلطات الجزائرية، أن الغزالي، وهو من أصل جزائري، ليس منفذ العملية.
وكشف موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أن فحص الـ«دي. أن. إي» لم يقد إلى تحديد هوية المنفذ. وفيما تواصل الأجهزة الأمنية البلغارية تحقيقاتها لمعرفة تفاصيل العملية وهوية المنفذ، نقلت القناة البلغارية «bTV»، عن مصادر سياسية قولها إن الانتحاري تلقى مساعدة من أشخاص موجودين في بلغاريا، إما لبنانيون، أو ينتمون إلى تنظيمات إسلامية متطرفة محلية. ولفتت إلى أنه تم التخطيط لهذه العملية داخل الدولة. وأكدت المصادر أن المواد المستخدمة في الانفجار كانت «إنتاجاً محلياً»، لكنها قوية على وجه خاص، فيما أفادت مصادر في النيابة العامة البلغارية بأن الانتحاري أمضى «وقتاً ما» في متنزه يقع جنوب بورغاس، وهناك حاول أن يستأجر سيارة، لكن صاحب الوكالة شك برخصته في قيادته السيارات، ونتيجة ذلك لم تتم الصفقة.
في هذه الأثناء، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن منفذ التفجير الانتحاري في بلغاريا ينتمي إلى خلية تابعة لحزب الله اللبناني. كما نقلت عن مسؤول ثالث قوله إن منفذ التفجير «كان يتصرف إلى حد بعيد بتوجيهات» من حزب الله، فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، جورج ليتل، أن الهجوم «يحمل بصمات حزب الله اللبناني، لكننا لسنا قادرين على أن نحدد بدقة من ارتكبه». وأضاف «البلغاريون هم من يتولون التحقيق».
في غضون ذلك، رأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن هدف إسرائيل من القول إن هناك علاقة وثيقة بين عملية بلغاريا والمشروع النووي الإيراني، توجيه رسالة إلى العالم بأنه إذا لم يتحرك العالم لوقف إيران فإن من شأن إسرائيل أن تقوم بذلك بنفسها. وأوضحت «يديعوت أحرونوت» أن تصريح نتنياهو بأن «إسرائيل سترد بقوة» يدلل على نياته للتأكيد أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً على الطاولة، وأن «من المحتمل جداً أن تقرب عملية بورغاس موعد التنفيذ». ولفتت الصحيفة إلى أن التقدير الإسرائيلي بالحديث عن أن حزب الله وإيران يخططان لضرب أهداف إسرائيلية، اعتمد على إشارات عامة، لا على معلومات وثيقة ودقيقة.
أما صحيفة «هآرتس»، فقارنت بين مسارعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اتهام إيران وحزب الله، وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي تريث إلى حين انتهاء التحقيقات. وتساءلت الصحيفة، كيف سمح نتنياهو لنفسه بتوجيه الاتهامات جزافاً، وكيف عرف بعد ساعتين من وقوع العملية ما لم تعرفه أجهزة الاستخبارات المتوافرة عنده. ورأت «هآرتس» أن «هذه النقطة تستأهل الفحص والتحقيق بهدف استخلاص العبر المهنية وحتى لا تتآكل أكثر فأكثر الصدقية المهزوزة أصلاً لرئيس الحكومة نتنياهو». كما دعت الصحيفة إلى فحص ما إذا تمت دراسة تورط إسرائيل في العمليات التي استهدفت العلماء النوويين في إيران، وفق حسابات الربح والخسارة. ورأت أيضاً أنه «على الرغم من الألم والغضب، لا يجوز لإسرائيل أن تكرر الخطأ نفسه الذي جرّها إلى شن حربين (في لبنان) إثر عمليات من هذا النوع». إلى ذلك، كشفت وكالة «رويترز» عن حصولها على وثائق تظهر أن شرطة نيويورك تعتقد أن «الحرس الثوري الإيراني أو وكلاءه، شاركوا حتى الآن في تسع مؤامرات ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية في جميع أنحاء العالم في العام الحالي». ووفقاً لـ«رويترز»، فقد أحبطت ثلاث عمليات في كانون الثاني، وثلاث في شباط وثلاث أخرى منذ أواخر حزيران. لكن الوثائق الأميركية تظهر أن العديد من «المؤامرات هذا العام تفتقر إلى الحنكة والدقة التي تميزت بها في وقت سابق المؤامرات المرتبطة بإيران».