اسطنبول | أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الحكومة التركية تراقب التطورات في سوريا عن كثب مع تدابير جدية على طول الحدود بين الدولتين. ويتحدث الإعلام التركي عن تحركات غير طبيعية في مخيمات «الجيش السوري الحر»، الموجودة في منطقة انطاكيا مع طلعات مستمرة للطيران الحربي التركي عندما تقترب المروحيات السورية من الحدود المشتركة، لملاحقة الجماعات المسلحة التي تسيطر أو تسعى للسيطرة على بعض القرى والبلدات السورية القريبة من الحدود، ومنها مدينة جرابلس ذات الموقع الاستراتيجي، كونها عند مدخل الفرات إلى سوريا، وتبدأ بعدها شرقاً المناطق الكردية، حيث يسعى مسلحو «الجيش الحر»، ومن خلال السيطرة على البلدات والقرى القريبة من الحدود التركية، إلى تضييق الحصار على مدينة حلب تحت غطاء الدعم التركي المباشر وغير المباشر، ولجعل حلب القريبة من تركيا بنغازي جديدة. في سياق آخر، لم تتأخر موسكو في تكذيب أقوال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي تحدث عن تطابق وجهات النظر مع الرئيس الروسي بوتين في ما يتعلق بفترة «ما بعد الرئيس بشار الأسد». وقال يوري أوشاكوف، وهو مساعد الرئيس الروسي، إن بوتين لم يتحدث مع أردوغان حول موضوع مصير الأسد ونظامه، إذ يستمر الموقف الروسي على ما هو عليه في هذه المسألة. وكان أردوغان، فور عودته من موسكو، قد قال إنه بحث مع بوتين مجمل التفاصيل الخاصة بالوضع السوري، واقترح عليه مجموعة من الأفكار والخطط بما يتعلق برحيل الأسد واتاحة الفرصة لتشكيل حكومة وطنية، واجراء انتخابات ديموقراطية في سوريا. وأضاف أن وجهة نظره متطابقة مع بوتين في هذا الموضوع، ولفت بوتين إلى أنه سيفكر بالاقتراحات والأفكار التركية، حسب حديث أردوغان. وفي تعليقه على هذا الرد الروسي، أشار وزير الخارجية أحمد داود أوغلو إلى أهمية الحوار بين أنقرة وموسكو على الرغم من اختلاف وجهات النظر بين الطرفين، وقال إن ما تفهمه موسكو من نتائج مؤتمر جنيف يختلف عما تفهمه أنقرة، التي ترى في هذه النتائج حديثاً عن مرحلة انتقالية في سوريا بدون الأسد. ورفض داود أوغلو اتهامات سوريا لتركيا في دورها بالانفجارات الأخيرة، وقال «كنا نتمنى ألا يقع هذا الانفجار في بلد مجاور كسوريا». ولم يهمل داود أوغلو، في حديثه للإعلاميين، التأكيد على ضرورة رحيل الأسد ووضع حدّ نهائي لعمليات القتل، وقال إن أنقرة ستستمر في دعم الشعب السوري في نضاله من أجل الحرية والديموقراطية.
وكان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان قد اجتمع فور عودته من موسكو مع رئيس الأركان الفريق أول نجدت أوزال، وبعدها مع رئيس الجمهورية عبد الله غول، وبحث معهما آخر التطورات في الملف السوري ونتائج مباحثاته مع الرئيس بوتين، والأحداث الأخيرة في دمشق.