أردوغان في موسكو: تخلّوا عن الأسد

  • 0
  • ض
  • ض

إسطنبول | بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، يوم أمس، زيارة إلى موسكو تستغرق يوماً واحداً يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزرائه ديميتري مدفيديف، في محاولة منه لإقناعهما بضرورة التخلي عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد، أو الضغط عليه لإقناعه بضرورة وقف العمليات العسكرية ضد المعارضة، في إطار خطة كوفي أنان. وتوقعت مصادر حكومية تركية أنّ أردوغان سيذكّر القادة الروس بحجم العلاقات التركية _ الروسية، ويؤكد لهم أنّه غير مستعد للتضحية بهذه العلاقات بسبب تناقض المواقف الروسية _ التركية في موضوع سوريا. وكانت الحكومة التركية قد وقّعت في شهر أيار الماضي على اتفاقية مع موسكو لبناء مفاعلات نووية في تركيا بقيمة 20 مليار دولار، فيما تستورد تركيا ما قيمته 22 مليار دولار من الغاز الطبيعي من روسيا، أي 45% من كمية الغاز التركي المستهلك، وهي 40 مليار متر مكعب سنوياً، إذ تمّ مدّ أنبوب للغاز عبر قاع البحر الأسود لنقل الغاز الروسي إلى ميناء «جيهان» التركي لتصديره لاحقاً إلى أوروبا وإسرائيل. كذلك زاد عدد الشركات التركية، التي تنفذ ما قيمته 6 مليارات دولار من مشاريع البناء في روسيا، على 30 شركة، وذلك مقابل العشرات من الشركات الروسية التي تستثمر في قطاعات مختلفة في تركيا التي تصدّر ما قيمته 4 مليارات و600 مليون دولار من المنتجات إلى روسيا. ويحتل المواطنون الروس المرتبة الثانية، بعد الألمان، في لائحة السياح الأجانب، حيث يزور زهاء 3,5 ملايين روسي الأراضي التركية سنوياً، وخصوصاً بعدما ألغت الدولتان تأشيرات الدخول في ما بينها العام الماضي. ويتوقع المراقبون الأتراك أن لا تؤثر كل هذه الأرقام على الموقف الروسي، حتى لو حاول أردوغان استخدام ورقة العقود في مساوماته مع بوتين، وخصوصاً بعد تصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، قبل أيام، التي تحدّث خلالها عن ضرورة تضييق الحصار على روسيا التي تدعم الرئيس الأسد، فيما يعلم الجميع أن التدخل التركي في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، حيث الجمهوريات الاسلامية ذات الأصول التركية، يقلق موسكو التي ترى في هذه الجمهوريات حديقتها الخلفية، مع المعلومات التي تحدثت، في السابق، عن دعم تركي مباشر وغير مباشر للمقاتلين الشيشانيين، والعمل على تهريب عائلاتهم إلى تركيا، في أواسط التسعينيات خلال الحرب الشيشانية _ الروسية. ويتخوف المسؤولون الروس من سقوط النظام في دمشق، وتسلّم الاسلاميين للسلطة، ما يؤثر على مجمل الحسابات الروسية في منطقة البحر المتوسط وآسيا الوسطى والقوقاز، حيث سيؤدي سقوط النظام في سوريا إلى انفجار الوضع الأمني في لبنان والعراق، كما سينعكس ذلك على إيران وآذربيجان وأرمينيا وتركمانستان، أي محيط بحر قزوين، وهي مناطق تهمّ الأمن القومي الروسي مباشرة، وخصوصاً إذا فكرت الأنظمة العربية بدعم من تركيا في تضييق الحصار على إيران، للامتداد عبرها إلى الشعوب الإسلامية في آسيا الوسطى والقوقاز، التي أسقط من خلالها الأميركيون النظام السوفياتي، من خلال ما سمّي الحزام الأخضر الذي وضعه بريجينسكي بعد احتلال السوفيات لأفغانستان عام 1979. وتقول المصادر الدبلوماسية إن هذه المخاوف كافية بالنسبة إلى القيادة الروسية كي ترفض أي اقتراح من أردوغان، وتشير المصادر إلى أنّ بوتين سيحمّله مسؤولية الوضع الأمني في سوريا، باعتبار أن قيادات ما يسمى «الجيش السوري الحر» ومخيماتهم موجودة في منطقة أنطاكيا الحدودية، وتقوم تركيا بتقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي والسياسي والعسكري له، ولما يسمى المجلس الوطني السوري الذي تأسس في إسطنبول، ومعظم قياداته يقيمون في تركيا ويتحركون عبرها إقليمياً ودولياً. وتبقى قضية الطائرة التي أسقطها السوريون في 22 من الشهر الماضي الموضوع الأخير في أجندة أردوغان الذي سيطلب من المسؤولين الروس ما لديهم من معلومات وصور وتسجيلات عن كيفية سقوط الطائرة.

0 تعليق

التعليقات