غزّة | أعلن شاب مسيحي وامرأة وبناتها الثلاث إسلامهم طواعية في قطاع غزّة، واضعين بذلك حدّاً لحالة اللغط والشائعات التي اجتاحت القطاع الساحلي لساعات.. لكن من دون زوال التوتر الذي يسود الأقلية المسيحية، والتي اتهمت جماعة إسلامية بخطف أتباعها وإجبارهم على اعتناق الديانة الإسلامية، ويُتوقع أن يستمر هذا التوتر لأيام في ظل دعوات مسيحية إلى الاعتصام والتصعيد. وقال المركز الفلسطيني الفلسطيني لحقوق الإنسان إن المسيحيين الخمسة أكّدوا في لقاءين منفصلين معهم في مقرّه بمدينة غزة، أنهم «ليسوا مخطوفين»، وأن «اعتناقهم الديانة الإسلامية تم بارادتهم ودون ابتزاز أو ضغوط»، داحضاً بذلك اتهامات الكنيسة الارثوذكسية التي تنتمي إليها أغلبية من بين ألفي مسيحي يقطنون القطاع. وأوضح مدير الوحدة القانونية في المركز الحقوقي المحامي إياد العلمي، أنه بناء على طلب عائلتين مسيحيتين «عقدنا لقاءين منفصلين مع رامز العمش (24 عاماً) وامرأة (هبة أبو داوود 32 عاماً) وبناتها الثلاث (12، 8، 6 سنوات) في مقرّ المركز بغزة، وتم التأكد من ارادتهم في اعتناق الدين الاسلامي». ويبذل المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الذي يضم بين موظفيه ومتطوعيه مسيحيين ومسيحيات، مساعي لاحتواء موضوع الشاب العمش كي يعيش مع أسرته بشكل طبيعي، وفقاً للعلمي. وأوضح أن «أسرة الشاب العمش توجهت الينا وابلغتنا بأن ابنهم ترك رسالة لهم بأنه غيّر دينه وطلب منهم أن يقبلوه على دينه الجديد». وقال العلمي إن «والده قال إن لا فرق بين مسلم ومسيحي وطالبه بالعيش معه». لكنه أضاف أن «بعض أفراد العائلة، خصوصاً الوالدة، يرفضون تقبل تغيير دينه».
وكانت الكنيسة الأرثوذكسية في غزة قد اتهمت، خلال اعتصام في مقرّها أول من أمس، جماعة اسلامية لم تسمها صراحة بخطف خمسة مسيحيين من أجل إجبارهم على اعتناق الدين الإسلامي، فيما ادّعى مطران الكنيسة الأرثوذكسية في غزة أليكسيوس أن المسيحيين الخمسة تعرضوا للاكراه لتغيير ديانتهم.
لكن وزير الصحة في حكومة «حماس»، باسم نعيم، الذي أكد على «العلاقات الوطيدة بين الحكومة والاخوة المسيحيين»، استهجن اتهامات مطران الكنيسة الأرثوذكسية. وقال إن «أي اتهامات تفتقر إلى الثقة والصدقية تدفع بأجواء التعايش السلمي نحو التوتر».
من جهته، اتهم رئيس أساقفة الروم الأرثوذكس في القدس المحتلة المطران عطا الله حنا «أطرافاً وأيادي مشبوهة بالسعي للنيل من وحدة الشعب الفلسطيني من خلال إثارة الفتن بين أبنائه». وطالب المسؤولين السياسيين بضرورة الحرص على استمرارية الحضور المسيحي في فلسطين. وأكد حنا أن «استهداف المسيحيين أمر لا يمكن السكوت عليه، وهذه القضايا يجب أن تعالج بالحكمة». وطالب حكومة غزة باتخاذ الاجراءات المطلوبة، لكي لا يتعرض المسيحيون في غزة «لأي اجراءات وتصرفات غير مقبولة».