الرباط | تحت شعار «شراكة فعالة من أجل البناء الديموقراطي»، افتتح حزب العدالة والتنمية، بزعامة رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بنكيران، نهاية الأسبوع المنصرم في الرباط، مؤتمره السابع، وسط حضور 3300 شخصية، بينهم رؤساء أحزاب مغربية وأجنبية وعربية. ومن أبرز وجوه المؤتمر رئيس حركة حماس خالد مشعل، إلى جانب الناشطة اليمنية توكل كرمان والإعلامي في قناة الجزيرة أحمد منصور، فضلاً عن ممثلين عن المجلس الانتقالي في ليبيا وضيوف آخرين من تركيا وماليزيا ولبنان. ويأتي المؤتمر في ظل تحديات عديدة يواجهها الحزب منذ أن غادر صفوف المعارضة البرلمانية ليجرب محاولة اقتسام السلطة مع المؤسسة الملكية المعروفة بطابعها المحافظ. وطرح المؤتمر على الحزب عدة أسئلة، أبرزها كيفية التوفيق بين الوعود التي قدمها أيام وجوده خارج الحكم والواقع اليوم بعد مرور ستة أشهر على قيادته الحكومة، وما يتطلبه ذلك من تأهيل للأداة التنظيمية لتتماشى مع دوره الجديد في المشهد السياسي المغربي.
مصدر من داخل الحزب أكد لـ«الأخبار» أنه «رغم وجود بعض الملاحظات على الحكومة والاختلافات، فإنها لا تؤثر على أجواء الوفاق داخل الحزب، على عكس بقية الأحزاب لا توجد داخل حزبنا تيارات». وأضاف إن الأمور تتجه نحو تزكية عبد الإله بنكيران أميناً عاماً ما لم تحدث مفاجآت في اللحظة الأخيرة، وهو أمر يبقى مستبعداً جداً رغم وجود أصوات ترى أن من الصعب الجمع بين صفتي الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة، وعلق رئيس الحكومة عبد الله بنكيران على إمكانية انتخابه لولاية ثانية بالقول إن الأمر يبقى في علم الغيب وبيد المجلس الوطني للحزب.
بدوره، أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عبد الله بها أن الحزب سيستطيع بسرعة تجاوز صعوبات الانتقال من مرحلة المعارضة إلى تسيير الشأن العام. وأضاف «لقد حرصنا على تنظيم مؤتمرنا في الوقت المعتاد، رغم انكباب وانشغال عدد كبير من أعضاء الحزب بتدبير عدد من القطاعات الحكومية، لكننا أصررنا على الوفاء بعادتنا بتنظيم مواعيدنا الداخلية في أوقاتها المحددة». وشدد على أن الحزب لديه إرادة قوية لمواجهة جميع التحديات التي تقف في طريقه، فحالما تتوفر الإرادة يمكن تذليل جميع الصعاب.
المراقبون رأوا أن الحزب اليوم أمام موقفين اثنين، واحد يدفع باتجاه الدعم التام واللامشروط للحكومة التي يقودها الحزب، وموقف يطالب بأن يأخذ الحزب مسافة معينة من الحكومة تفادياً لأي تأثير على شعبية الحزب في الشارع، إذ إن أي فشل في التجربة الحكومية الحالية قد يفقد الحزب قواعده الانتخابية ويفض المتعاطفين من حوله. بنكيران لفت في الافتتاح إلى أن أهمية هذا المؤتمر أنه يأتي في ظل الربيع العربي الذي أطاح عدداً من الأنظمة، موضحاً أن «الشعوب سئمت من حكام تحكموا بكل شيء، في الشعوب وفي الثروة كما لو أنهم ورثوها عن آبائهم، ولم يتركوا لشعوبهم أي شيء وامتصوها لأنفسهم وأقاربهم وأعوانهم، مما أفسد الأوضاع».
وفي ختام المؤتمر، انتخب 160 عضواً للمجلس الوطني للحزب الجديد باعتماد النسبية واحترام تمثيل النساء والشباب وعلى مستوى الجهات في البلاد.
كذلك صادق أعضاء المؤتمر الوطني بالأغلبية المطلقة على ورقة عمل والتقرير المالي للأمانة العامة للحزب خلال الولاية الانتدابية 2008 و2012 وكذلك أطروحة المؤتمر الوطني السابع.
وأوصت ورقة عمل الأمانة العامة بمراجعة الاستراتيجية التي يعتمدها العدالة والتنمية والرهانات الواجب استحضارها بهدف كسب رهان الحضور في الجهات وتقوية الحزب في علاقته بالمجتمع المدني وتأهيل الكتاب، فضلاً عن تطوير ومأسسة التواصل الداخلي وإحداث لجنة تهتم بالعمل في المجال القروي وتفعيل قافلة المصباح للتواصل مع المواطنين.