أكدت مصادر في الحكومة السعودية ودبلوماسيون، أمس، أن المملكة نشرت مزيداً من القوات في المنطقة الشرقية وألغت عطلات بعض ضباط الجيش وسط مخاوف من حدوث اضطرابات جديدة في المنطقة وتصاعد حدة التوترات الاقليمية.
وقال مصدر في الحكومة السعودية إن قادة كباراً اصدروا توجيها في 26 حزيران يأمر بزيادة عدد قوات الأمن المتمركزة في المنطقة الشرقية. وأضاف أن القوات السعودية وضعت في حالة تأهب وألغيت العطلات الصيفية لبعض الضباط لكن «لا يتم استدعاء من بدأوا عطلاتهم بالفعل».
وأكد دبلوماسيون غربيون تعليق العطل منذ نهاية حزيران.
وربط بعض الدبلوماسيين التعزيزات بالتوترات التي يخشى السعوديون أن تنعكس على المنطقة. وقالت مصادر إن اسقاط سوريا حليفة إيران لطائرة مقاتلة تركية زاد التوتر والقلق من صراع وشيك. وأضاف مصدر «جرت العادة منذ فترة طويلة على أن الحرس الوطني مستعد للمساندة في مواجهة أي تهديد أمني».
وقال المصدر إن ما يصل إلى 1200 من أفراد الحرس الوطني أرسلوا إلى المنطقة الشرقية. والحرس الوطني سلاح من القوات الخاصة البدوية يقوده الأمير متعب ابن الملك عبد الله ويتولى التعامل مع الأمن المحلي.
بدوره، قال الكاتب ديفيد اغناتيوس، في مقال بصحيفة «واشنطن بوست»، إن السعودية أمرت بعض المسؤولين العسكريين والأمنيين بالغاء عطلاتهم الصيفية. واضاف «يقول مسؤولون سعوديون وأميركيون إن هذه التعبئة المحدودة تعكس المخاوف بشأن صراع عسكري محتمل مع ايران والحرب... في سوريا والتوتر بين السنة والشيعة في البحرين المجاورة». وأكد دبلوماسيون غربيون نشر مزيد من قوات الأمن السعودية في المنطقة الشرقية قائلين إن هذا مرتبط بإيران، دون أن يذكروا مزيدا من التفاصيل.
وربما زاد قلق السعودية بخصوص رد فعل طهران بعد بدء تنفيذ حظر استيراد النفط الايراني من جانب الاتحاد الأوروبي في اول تموز. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يضر الحظر الذي فرض بسبب برنامج طهران النووي صادرات طهران الحيوية من الطاقة. وهددت ايران باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي عند مدخل الخليج، حيث يمر نحو ثلث صادرات النفط المحمولة بحرا في العالم، إذا تعرضت لهجوم بسبب برنامجها النووي. واتخذت السعودية بالفعل بعض الخطوات الاحترازية تحسبا لاحتمال إغلاق إيران لمضيق هرمز شملت إعادة تشغيل خط أنابيب قديم بناه العراق لتجاوز المرور بالمضيق، وأيضا تصدير مزيد من الخام عبر موانئ البحر الأحمر. كذلك أرسلت الولايات المتحدة أيضا أربع كاسحات ألغام إلى الخليج لدعم الاسطول الخامس الأميركي، بعدما جدد قائد عسكري إيراني التهديد بإغلاق المضيق.
وهوّن محللون من شأن قدرة إيران على إثارة الاحتجاجات في شرق السعودية. وقال محلل سياسي «أعتقد أنه يتعين إعطاء بعض الاهتمام لاحتمال حدوث اضطرابات في المناطق الشيعية إذا حدث أي توتر (بين تركيا وسوريا)» لكن الايرانيين لا يملكون نفوذا كبيرا في المنطقة الشرقية. واضاف «الأمر لا يبدو كما لو كان بوسعهم استدعاء البعض ومطالبتهم بإثارة اضطرابات».
من جهتها، عبّرت وزارة الخارجية الروسية، أمس، عن القلق من الاضطرابات الأمنية في المنطقة الشرقية السعودية، آملة أن تتخذ السلطات السعودية إجراءات تضمن مبادئ حقوق الإنسان وحق التعبير وحرية التظاهر السلمي.
(رويترز، يو بي آي)