أفادت شبكة «سكاي نيوز» التلفزيونية، يوم أمس، بأن مصادر استخبارية حذّرت من امكانية تدخل اسرائيل عسكرياً لمنع وقوع مخزون سوريا السري من الأسلحة الكيميائية في أيدي الإرهابيين. وقالت الشبكة، في موقعها على الإنترنت، إن سوريا، تملك مئات الأطنان من غازات الأعصاب القاتلة، مثل السارين و«في إكس» والخردل، وهو أكبر مخزون من نوعه في الشرق الأوسط.
وأضافت أن تحقيقاً أجرته «تم التعرف من خلاله إلى 4 مواقع يجري فيها انتاج غازات الأعصاب في حماه، واللاذقية، وقرية السفيرة قرب حلب، ومركز مختبرات البحث العلمي في دمشق، واكتشفت مواقع لتخزينها في أبو الشامات، وحماه، ومصياف وتدمر». وقالت إن تنظيم القاعدة يسعى منذ فترة إلى حيازة أسلحة كيميائية، وينشط الآن داخل سوريا، ما يجعل مواقع انتاج وتخزين الأسلحة الكيميائية عرضة للسقوط في أيدي المتمردين.
وأشارت «سكاي نيوز» إلى أن اسرائيل «تشعر بقلق عميق من احتمال اقدام نظام الرئيس بشار الأسد على تزويد حزب الله عمداً بالأسلحة الكيميائية، أو من امكانية أن ينتهي بها المطاف في أيدي الجماعات الارهابية»، وفقاً لرئيس جهاز الموساد الاسرائيلي السابق داني ياتوم.
وفي سياق آخر، نقلت صحيفة «فايننشال تايمز»، يوم أمس، عن ناشطين سوريين أن تدفق الأسلحة إلى المتمردين تباطأ على مدى الأسبوعين الماضيين، وذلك في خطوة مؤقتة جراء المخاوف المتزايدة من عسكرة الصراع الدائر في البلاد منذ 16 شهراً. وقالت الصحيفة إن الناشطين أعطوا تفسيرات مختلفة لتباطؤ وصول شحنات الأسلحة، عبر طريقها المعتاد من الحدود التركية ـ السورية، فيما قال مصدر بارز في المعارضة السورية إن إغلاق هذا الممر يعود إلى القلق التركي في أعقاب إسقاط سوريا لطائرة عسكرية تركية الشهر الماضي. ونقلت عن المصدر، الذي لم تكشف عن هويته، قوله «نعقد اجتماعات كل يوم مع الأتراك ونأمل أن يتم حلّ المشكلة قريباً».
وأضافت الصحيفة أن ناشطاً آخر يعمل مع «الجيش السوري الحر»، ويشغل منصب منسق الخدمات اللوجستية فيه، يُدعى لؤي المقداد «أكد أن عمليات تمويل المعارضة السورية وتزويدها بالأسلحة من مصادر قطرية وسعودية فَتَرت في الآونة الأخيرة لإعطاء الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الأزمة فرصة للنجاح». وأضافت الصحيفة أن التأخير في تسليم شحنات الأسلحة يأتي مع تشديد الحكومة السعودية الخناق على حملة أطلقها «رجال دين سنة راديكاليون لجمع أموال للمعارضة السورية»، وسط مخاوف من أن هذه الأموال يمكن أن ينتهي بها المطاف في أيدي «المجاهدين».
وأشارت «فايننشال تايمز» إلى أن العميد الركن مصطفى الشيخ، رئيس ما يسمى «المجلس العسكري الثوري الأعلى»، خفف من الأضرار المحتملة لتأخير تسليم شحنات الأسلحة للمتمردين السوريين، وأصرّ على «أن الإستراتيجية الرئيسية للمقاتلين هي الاستيلاء على الأسلحة والذخائر من الجيش السوري».
ميدانياً، استمرت العمليات العسكرية، وتركزت امس، في محافظة حماه بالاضافة الى استمرار القصف، ومحاولات اقتحام احياء في مدينة حمص ومعاقل «الجيش السوري الحر»، في مدينتي الرستن والقصير، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وحصدت أعمال العنف، في مناطق سورية، 38 قتيلاً، هم 24 مدنياً وثلاثة مقاتلين معارضين وأحد عشر جندياً، حسب المرصد.
وتعرضت بلدة التريمسة، في حماه، لحملة قصف عنيف مصدره قوات النظام، تلتها اشتباكات بين قوات النظام والمقاتلين المعارضين، ثم عملية اقتحام نفذتها القوات النظامية، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق، قتل مواطن اثر اصابته باطلاق رصاص مصدره القوات النظامية.
وفي مدينة حمص، استمر مسلسل القصف على أحياء محاصرة، ويترافق مع اشتباكات عنيفة، لا سيما في محيط حي بابا عمرو، الذي سقط في ايدي القوات النظامية في مطلع شهر
آذار.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)