فيما يرتقب أن يصل رئيس اللجنة الطبية للتحقيق في ظروف اغتيال ياسر عرفات، عبد الله البشير، المقيم في الأردن، الى رام الله اليوم، أكّدت لجنة التحقيق الفلسطينية في اغتيال عرفات أنّ أيادي فلسطينية جندها الاحتلال قد تكون متورطة في عملية الاغتيال. وقال البشير إنه بدأ اتصالاته «مع المختبر السويسري الذي كشف عن وجود مادة البولونيوم في ملابس الزعيم الراحل من أجل القدوم الى رام الله لفحص عينة من رفات عرفات». وأضاف «سأكون غداً (اليوم) في رام الله، لكن الوفد الطبي السويسري لن يكون معي. هؤلاء لديهم مواعيد وبرامج. لا نستطيع أن نحدد موعداً محدداً نقوله للناس، هم (المختبر السويسري) لديهم برامجهم». وأوضح البشير أنه سيكون بالإمكان الاستعانة بأكثر من مختبر، وقال «ليس بالضرورة ان تكون نظرية واحدة والاحتمالات كلها مفتوحة». ورصد معهد «راديشين فيزيكس» السويسري، الذي فحص ملابس قدمتها سهى، أرملة عرفات، في إطار برنامج وثائقي أنتجته قناة «الجزيرة»، مستويات عالية «بشكل مذهل» من عنصر البولونيوم 210، وهي نفس المادة التي تبين أنها قتلت جاسوساً روسياً سابقاً في لندن عام 2006. لكنه قال إن الأعراض الواردة في التقارير الطبية للرئيس الراحل لا تتفق مع أعراض هذا العنصر المشع.
من جهته، لم يستبعد رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية للكشف عن أسباب وفاة عرفات، توفيق الطيراوي، ضلوع فلسطينيين في اغتيال الزعيم الراحل، وقال لإذاعة «صوت فلسطين» «أنا قلت إن الاداة التي استخدمها الاحتلال في جريمته لا بد أن تكون أداة فلسطينية اذا كان قد دس له السم في الطعام أو الدواء والى آخره». وأضاف «وأنا لا استبعد أن تكون اسرائيل جنّدت أحد العملاء. كثير من الدول (جرى فيها هذا). الملك فيصل قتله ابن أخيه. أنديرا غاندي قتلها حارسها، راجيف غاندي نفس الشيء. ليست مشكلة أن يكون هناك شخص قد جُنّد، لكن المهم كيف نصل الى هذا الشخص». وقال الطيراوي «نحن نعمل منذ سنة ونصف السنة. لا أحد في العالم يعرف الذي نشتغله، فقط بدأنا بالحديث عندما ثارت هذه الضجة الاعلامية، اضطررنا أن نتكلم بالشكل العام، لكن لا نستطيع أن نتحدث بأي تفاصيل لأن هذه التفاصيل ستضر بالتحقيق».
من جهة ثانية، أوضح رئيس لجنة التحقيق أن اللجنة لا تريد العمل تحت ضغط وسائل الاعلام، وقال «ولا نريد أن نعمل تحت ضغوط اعلامية وضغوط جماهيرية في هذا الملف». وتابع «نحن جاهزون للتعامل مع لجنة تحقيق دولية ولتزويدها بكل المعلومات التي لدينا وكل التحقيقات التي قمنا بها خلال سنة ونصف السنة. جاهزون لاعطائها بشكل كامل وتام».
في غضون ذلك، أعلن مكتب المحامي بيار أوليفييه سور في باريس أن ارملة عرفات، سهى، كلفته إعداد دعوى قضائية أمام المحاكم الفرنسية. وجاء في بيان صادر عن المكتب أن «السيدة عرفات كلفت مكتب محامين باريسياً رفع دعوى ضد مجهول امام القضاء الفرنسي». وقال إنها «تأمل ان تتمكن السلطات المعنية من توضيح الظروف الدقيقة لموت زوجها والبحث عن الحقيقة بهدف احقاق العدالة».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)