نواكشوط | من الواضح أن زيارة رئيس الوزراء الليبي، عبد الرحيم الكيب، لموريتانيا قد أثمرت، بعدما أفادت معلومات عن موافقة نواكشوط على تسليم مدير الاستخبارات في عهد معمر القذافي، عبد الله السنوسي إلى السلطات الليبية. ونقل الموقع الإلكتروني لـ«وكالة الساحة ميديا» عن مصدر مطّلع قوله إنه سيتم نقل السنوسي، الذي اعتقل في مطار نواكشوط في شهر آذار الماضي بعد دخوله بجواز سفر مالي مزوّر، الى ليبيا خلال 48 ساعة. وحسب المصدر نفسه، فإن السنوسي يوجد حالياً تحت حراسة ضباط ليبيين، ما يعني أن نقله مسألة وقت فقط، وذلك بعدما أفادت معلومات بأن موريتانيا وليبيا وقّعتا اتفاقاً سيتم بموجبه تسليم السنوسي الى بلاده. وجاء الإعلان عن قرب تسليم السنوسي بعد يوم واحد من تأكيد الكيب، خلال زيارته لموريتانيا، رغبة طرابلس في فتح صفحة جديدة مع نواكشوط، وذلك بعد لقائه أول من أمس الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز. وأكد الكيب أن محادثاته مع ولد عبد العزيز تناولت «ملف المدعو عبد الله السنوسي، واستمعنا إلى رأي فخامة رئيس الجمهورية وعرضنا وجهة نظرنا في هذا الخصوص، وأوضحنا رغبة الليبيين في عودة هذا الشخص إلى وطنه ليحاكم محاكمة عادلة، تحترم كرامة الإنسان ويعامل طيلة مقامه في ليبيا معاملة تعكس وجه ليبيا الجديد وتحترم حقوقه كمواطن ليبي وكإنسان». وأضاف «هنالك إجرءات لا بد من اتخاذها، والملف في أيد أمينة، ونحن نشعر بأن هذا المواطن سيعود إلى بلده وسيحاكم محاكمة عادلة ويعامل معاملة تحترم كرامته». وعمد الليبيون إلى المطالبة بتسلم السنوسي بعد نجاح المجلس الانتقالي الليبي في إقناع حكومة النهضة التونسية بتسليم رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي. وأثارت هذه العملية جدلاً واسعاً بين الأوساط الحقوقية. وبرزت تقارير تدين حكومة حركة النهضة والغنوشي بقبض مليارات الدولارات ثمن تسليم البغدادي، وهو ما دفع بعض المحللين الموريتانيين إلى التساؤل ما إذا كان المجلس سيعتمد الإغراءات المالية التي اعتمدها مع حركة النهضة. في المقابل، يستبعد آخرون هذا الأسلوب، ولا سيما أن الرئيس الموريتاني يعيش أزمة مع المعارضة. ويرى المتابعون للشأن الليبي أن حرص المجلس على استعادة رموز النظام السابق ليس بغاية تحقيق العدالة، لكن غايته الكشف عن أسرار كنوز العقيد الراحل معمر القذافي، إضافةً إلى استثمارات عجزت ليبيا ما بعد القذافي عن تحديدها.