ينصب تركيز موسكو على إحراز تقدم خلال الجولة المقبلة من محادثات جنيف، عبر الدفع نحو تشكيل وفد معارض موسّع يشمل غالبية الأطراف، بمن فيها القوى الكردية. كذلك، يسعى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى جولة محادثات مباشرة تناقش الإجراءات والخطوات نحو الحل السياسي ضمن إطار القرار الدولي 2254 واتفاق ميونيخ. الجهود الروسية لم تلق استجابة من الشركاء الدوليين، إذ أعلن ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن بلاده تقدمت في مجلس الأمن بمشروع بيان للصحافة يدعو إلى ضمان أعلى طابع تمثيلي في الحوار السوري ــ السوري في الجولة المقبلة من المحادثات، ولكن تم حظره من قبل الأعضاء الغربيين في المجلس.
وأكد تشوركين أن العملية السياسية يجب أن تشمل «كل مكونات المجتمع السوري»، ولهذا أهمية خاصة في المرحلة الراهنة «لأن جولة نيسان كما ينتظر، ستناقش المسائل المتعلقة ببناء نظام الدولة السياسي في سوريا». وأضاف «ما يقلقنا، أن الأكراد السوريين مندمجون تاريخياً في النسيج الاجتماعي للبلد، وهم حتى الآن غير مدعوين إلى مفاوضات جنيف». وأكدت وزارة الخارجية الروسية بدورها على لسان المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا أن «مشاركة الأكراد، وبالدرجة الأولى حزب الاتحاد الديموقراطي، في الجولة المقبلة من المفاوضات السورية ــ السورية، لها معنى مبدئي».
من جهة أخرى، كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، قد أعلن أن بلاده متفقة مع روسيا على أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، يجب أن يقرره السوريون أنفسهم، مضيفاً «نحن متفقون على أن الهدف من المفاوضات هو تهيئة الظروف الملائمة للانتقال السياسي للسلطة». كذلك، أكد أعضاء «الائتلاف الوطني» المعارض في لقاء جمعهم بالمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا مايكل راتني، أنه يجب التركيز في الفترة الحالية على تشكيل «هيئة الحكم الانتقالي» التي ستقود البلاد في المرحلة المقبلة حتى إعداد دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
إلى ذلك، أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي مع نظيره النمسوي هاينتس فيشر، أن الهجمات التي وقعت في باريس وبروكسل ولاهور تؤكد ضرورة توحيد الجهود للتصدي للإرهاب. وأضاف أن معالجة مشكلة التطرف تعتبر شرطاً مهماً لضمان التسوية السياسية في سوريا ووقف موجات الهجرة إلى أوروبا وضمان عودة المهجرين إلى ديارهم.
ويأتي كلام بوتين تأكيداً على أن الدعم العسكري للجيش السوري في محاربة الإرهاب مستمر خلال المعارك المقبلة، التي مهّدت لها «الانتصارات الأخيرة في تدمر»، والتي رأت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أنها «تخلق ظروفاً للهجوم على مدينة الرقة عاصمة داعش، ومدينة دير الزور».
على صعيد آخر، عقد أعضاء من القوى المعارضة التي انبثق عنها «وفد معارضة الداخل» إلى جنيف لقاءً في دمشق، حضره رئيس الوفد إليان مسعد والأمين العام لـ«حزب التنمية الوطني» إيناس الحمال، والأمين العام لـ«هيئة العمل الوطني الديموقراطي» محمود مرعي وآخرون. وأكد المجتمعون نجاح دور وفدهم في المحادثات، وأشادوا بالدور الروسي الإيجابي في «دفع المفاوضات قدماً من أجل العملية السياسية وفق مقررات فيينا 2، والقرار الأممي رقم 2254».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)