فيتو حمساوي داخلي على نتائج الزيارتين الأخيرتين لمصر وقطر. لا أحد يريد التحدث عمّا وصلت إليه الأمور. حتى الحوار الذي أجراه القيادي محمود الزهار مع صحيفة قطرية كان خارج السياق المرسوم. السبب وراء كل ذلك أنه لا معالم اتفاق مكتمل، أو كما قال موسى أبو مرزوق، هي «وشائج ومصالح... ولا بد للوشائج من صلة، وللمصالح من اعتبار»، كقاعدة واضحة للصفحة الجديدة من العلاقة.
كل الخيوط تقود إلى نقاط أساسيّة متفق عليها بين وفد «حماس» ومن التقوهم من المصريين، وهم حصراً من جهاز «المخابرات العامة». لكن الحركة مضطرة إلى كشف «بعض» ما حدث، لمسؤولين في فصائل وطنية وإسلامية التقوا بعضهم قبل أيام، ومن المقرر أن يواصلوا اللقاءات اليوم.
وفق مصادر سياسية مطلعة، فإن الملف الأهم وأول ما يُسأل عنه هو معبر رفح. أبلغ المصريون «حماس» أن فتح معبر رفح وإغلاقه مرتبط بالأوضاع الأمنيّة في سيناء، وأن شرط إمساك السلطة بالمعبر لفتحه ليس السبب وراء الإغلاق المتواصل في الشهور الماضية، مع أن هذا لا يعني سقوط شرط الدولة المصرية الموضوع بالاتفاق مع رام الله.
بشأن الأنفاق، نقل الحمساويون أنه طلب منهم التأكد من «إغلاق كافّة الأنفاق من الجهة الفلسطينيّة»، وهو ما وعدوا به، ولكنهم أوضحوا للقاهرة أن فتح المعبر سيسهّل «القضاء على الأنفاق، لأنه سيسهّل دخول البضائع إلى القطاع»، في حين أن مصادر مصرية أمنية قالت إن هذا البند تحديداً لم يطلب بهذه الصورة، لأن «كل الأنفاق مغلقة من الجهة المصرية، على الأقل». وأضافت تلك المصادر أنه بالنسبة إلى معبر رفح، فإنه لا مشكلة في مبدأ «الفتح الجزئي»، لكن «على فترات ووفق قواعد وللأفراد المدنيين فقط، وقد أبلغت حماس ذلك».
القضية التي ركزت عليها «المخابرات» المصريّة هي مشكلة السلفيّة الجهاديّة في قطاع غزّة، التي تُتّهم بالمشاركة في العمليات الأمنيّة في سيناء، إضافة إلى خروج عددٍ كبير من أعضائها، عبر الأنفاق، للمشاركة في العمليات، أو لبيعة تنظيم «داعش»، في سوريا والعراق وليبيا. لكن «حماس» أبلغت الفصائل، وفق المصادر الأولى، أنها لن تدخل في مواجهة كاملة مع التنظيمات السلفية، أي إنها ستترك مساحةً من الحريّة للسلفية الدعوة من دون نشاطات أمنية أو عسكرية في كل الاتجاهات.
وبشأن اتهام «حماس» بالضلوع في اغتيال النائب العام المصريّ الراحل هشام بركات، فقد حُكي عن أسماء أشخاص متهمين كان لهم علاقة بالحركة، أو تلقّوا تدريبات لديها. لكن «حماس» أيضاً نفت ذلك وطلبت أدلة دامغة، مع «استعدادها لمحاسبة أيّ شخصٍ يثبت تورّطه».
ويبدو أنّ أولى النتائج الفوريّة لهذه اللقاءات هي وقف الحملات الإعلاميّة السلبية بين الطرفين، وهذا ما يبدو واضحاً من الحديث الإعلامي من القاهرة، الذي لوحظ تغيّر في طريقة تناوله لغزة، مع تغيّر مقابل لدى «حماس» التي ينتظر منها الفلسطينيون والفصائل الكشف عن نتائج قريبة.
(الأخبار)