أكد الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكينازي، أن «أي نظام آخر، يقوم في سوريا، غير نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، سيكون أفضل بالنسبة إلى إسرائيل، ولن يكون مرتبطاً بحزب الله وإيران، مثل النظام الحالي»، مشيراً إلى أن «العالم منح الأسد تصريحاً بالقتل، لكن إذا سقط، فإن هذا سيكون جيداً لإسرائيل».
وأضاف أشكينازي، في كلمة ألقاها في مؤتمر صحيفة «جيروزاليم بوست» الأحد، أن «طبيعة الحرب قد تغيرت، ولم يعد كتيبة تقف مقابل كتيبة، وإنما العدو يختبئ خلف المدنيين»، لكنه أكد، في المقابل، أنه «من دون الاستهانة بحركة حماس أو حزب الله، إلا أنهما غير قادرين على احتلال النقب والجليل». وكشف أن رئيس الاستخبارات المصرية السابق، عمر سليمان، كان قد توقع خلال زيارة لإسرائيل قبل شهرين من اندلاع الثورة المصرية، أن يصبح هو أو جمال مبارك، رئيساً لمصر، مشيراً إلى أن «الربيع العربي ليس ربيعاً، بل عاصفة إسلامية»، وقال إن «إسرائيل لم تتوقع هذه العاصفة».
وفي ما يتعلق بإيران، عبر أشكينازي عن تأييده للعقوبات المفروضة عليها، وقال إن على إسرائيل أن تمثّل تهديداً عسكرياً لإيران، لكن «لا يزال هناك وقت لإيقافها، أما الهجوم فليس مطلوباً الآن، ويفضل في المرحلة الأولى عرقلة البرنامج النووي، بواسطة الدبلوماسية». وأضاف: «رغم ذلك، لا يمكن إسرائيل التعايش أو أن تعيش تحت مظلة نووية إيرانية، وبالتالي يجب أن تكون العقوبات على إيران شديدة وأكثر فاعلية، وفي الوقت نفسه، يجب وضع الخيار العسكري على الطاولة».
من جانبه، طالب الرئيس السابق للموساد الإسرائيلي، مئير داغان، الذي تحدث في المؤتمر نفسه، بـ«ضرورة إطاحة الأسد»، مشيراً إلى أن «أفضل طريقة للتعامل مع تطرف الإسلام الشيعي، هو العثور على طريقة لإطاحة الأسد، وإقامة نظام سُني مكانه، يكون له تأثير أكبر بكثير من تأثير دول الخليج، مثل المملكة العربية السعودية، الأمر الذي من شأنه أن يضعف القوة العسكرية والسياسية لحزب الله في لبنان، ومكانة إيران في المنطقة». وبحسب داغان، «يمثل التغيير في الدول من حولنا، تهديداً مستقبلياً لإسرائيل، قد يبدأ بالفعل خلال سنوات قليلة؛ لأن تلك البلدان مشغولة حالياً بأوضاعها الداخلية».
ووصف داغان النظام الإيراني بأنه «نظام ذكي وفنان في الدبلوماسية، ويتقدم بمثابرة نحو تحقيق أهدافه النووية»، لكنه أكد في المقابل ضرورة طرح المشكلة النووية الإيرانية على أنها «صراع بين إسرائيل وإيران، ويجب حلها بواسطة المجتمع الدولي». وأوضح أنه لا خلاف بينه وبين الحكومة الإسرائيلية على خطورة الموضوع الإيراني، وإنما الخلاف على الطريقة المناسبة لمعالجته، وقال إنه إذا لم تُحَل هذه القضية، فإنه سيبدأ السباق نحو التسلح النووي «في كل العالم، لا في الشرق الأوسط فقط».
وتحدث في المؤتمر أيضاً، الرئيس السابق للحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، الذي دافع عن قراراته في حرب عام 2006 ضد لبنان، مشيراً إلى أن الانتقادات التي وجهت إلى حكومته خلال الحرب، لم تكن موضوعية، وقال: «لقد سئمت من الكذب والتضليل وشطب التاريخ؛ إذ منذ عام 1949، لم تنشب حرب مع لبنان كانت لها نتائج جيدة كما كان للحرب الأخيرة؛ فبعد ست سنوات على انتهائها، لم تطلق طلقة واحدة باتجاه إسرائيل».