غزة ــ الأخبار بدأ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي يزور تونس حالياً وطلب منها أن تلعب دوراً حيوياً بملف المصالحة، مشاورات لإجراء تعديلات في الحكومة بعد استقالة عدد من الوزراء، في الوقت التي تعقد في القاهرة حالياً لقاءات بين المصريين وطرفي الخصام الفلسطيني «فتح» و«حماس».
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رئيس وفدها في ملف المصالحة، عزام الأحمد إن «عباس بدأ فعلاً مشاورات لاجراء تعديل في الحكومة الحالية بعد استقالة عديد الوزراء منها، وسينجز ذلك فور عودته الى أرض الوطن». وأوضح الأحمد لـ«صوت فلسطين» أن ذلك لن يؤثر على ملف المصالحة الذي أشار الى أنه لا يزال مجمداً بسبب انشغال حركة «حماس» بترتيب أوضاعها الداخلية. وقال انه سيتوجه الى القاهرة غداً للقاء المسؤولين المصريين لبحث ملف المصالحة من دون أن يستبعد اجراء لقاءات مع قيادات «حماس» المتواجدين هناك. وشدد الأحمد على أن الكرة في ملعب «حماس» وأنه في حال سمح للجنة الانتخابات المركزية ببدء عملها في غزة، فإن عباس سيباشر فوراً تشكيل حكومة الوفاق الوطني كما تم الاتفاق عليه في اعلان الدوحة. بدوره، طلب عباس من المسؤولين التونسيين المساهمة في إنجاح المصالحة الفلسطينية. وقال عقب اجتماعه برئيس الحكومة التونسية المؤقتة حمادي الجبالي إن «مسار المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس» تعترضه عقبات وصفتها بالصغيرة». وأضاف أنه طلب من «الأشقاء في تونس أن يبذلوا ما لديهم من نفوذ وجهود يمكن أن تساعد في الوصول بسفينة المصالحة إلى شاطئ الآمان». وقال «إخواننا هنا في تونس يستطيعون أن يلعبوا هذا الدور، ولأن المصالحة أمر حيوي ووطني لا نستطيع أن تجاوزه».
ومن جهة ثانية، توقع الرئيس الفلسطيني أن تكون مسيرة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي طويلة، وقال «نحن ننتظر الأربعاء ردّاً من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، على رسالة سابقة أرسلت له في السابع عشر من الشهر الجاري». في المقابل، قال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» خليل الحية، إن تحديد عباس سقفاً زمنياً لعمل حكومة التوافق الوطني الانتقالية مدته ثلاثة أشهر هو «العقبة الأبرز التي تعترض طريق تنفيذ إعلان الدوحة»، مشيراً إلى أن القاهرة تفهمت رفض «حماس» لموقف عباس السياسي والتي تعتبره «تهرباً من المهام الموكلة إليه». وقال الحية، الذي يرافق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في زيارة سياسية إلى القاهرة، «ترفض حماس ما اشترطه رئيس السلطة لتشكيل الحكومة الانتقالية لأن الحكومة الانتقالية منوط بها مهمات عديدة، أبرزها إعادة إعمار ما خلفته الحرب على غزة من دمار، وتهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والإشراف عليها». وأوضح أن إجراء أي انتخابات «يتطلب وجود انسجام وطني، وهذا الانسجام الوطني يتطلب وجود حكومة تعمل لخلق مثل هذه الأجواء». ودعا عباس إلى «إطلاق شرارة إنهاء الانقسام الفلسطيني وطي صفحته للأبد من خلال البدء بتشكيل الحكومة الانتقالية».