في أبرز مؤشر على أن مبدأ تقديم الانتخابات قد حسم تقريباً، نقلت وسائل إعلام عبرية عن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قوله إنه معني بإجراء الانتخابات في أحد تاريخين محتملين، الأول هو الرابع عشر من آب المقبل، والثاني في الرابع من أيلول. وبحسب صحيفة «يديعوت أحرنوت»، قال نتنياهو لمقربين منه «إذا كانت هناك انتخابات مبكرة فيجب إجراؤها بسرعة قدر الإمكان وعدم المماطلة». وبرغم محاولة أوساط حزب الليكود إشاعة الانطباع بأن نتنياهو لا يرغب بانتخابات مبكرة بل انجرّ إليها نتيجة الخلافات داخل الائتلاف الحكومي، حمّلت مصادر في الائتلاف نتنياهو مسؤولية الأمر، متهمة إياه بقيادة كل العملية. وقالت المصادر لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن أحداً لم يبتز نتنياهو في موضوع الموازنة ولا في قضية قانون «طال»، لكن نتنياهو أدرك أنه لن يقدر على معالجة هذين الاستحقاقين وقرر تالياً الذهاب نحو الانتخابات.
وفيما أوضحت المصادر أنه «لا يوجد خط رجعة، والانتخابات ستجرى خلال عدة أشهر»، ذكرت الصحيفة أن عددا من قادة الليكود أوصوا نتنياهو بإجراء «انتخابات بسرعة البرق» للحؤول دون تمكين قوى المعارضة من تنظيم نفسها كما ينبغي.
من جهته، قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، المقرب من نتنياهو، في تصريحات وزعها مكتبه «على ما يبدو فإن الكنيست ستصوت على اجراء انتخابات في الايام المقبلة». واعلن امام نشطاء من حزب الاستقلال، الذي اسسه، «شخصياً، لا ارى فرقاً كبيراً بين اجراء الانتخابات في منتصف آب/اغسطس أو في منتصف تشرين الاول/اكتوبر، نحن ندخل حملة انتخابية».
ومن المعلوم أن نتنياهو وحزبه هما الأكثر استعداداً لخوض الانتخابات بعدما نظّما الانتخابات الحزبية الداخلية قبل أشهر والتي تكرس فيها نتنياهو زعيماً أوحد لليكود. وبرغم أن حزب «كديما» اجتاز استحقاق الانتخابات الداخلية أخيراً، إلا أن رئيس الحزب المنتخب، شاؤول موفاز، لا يزال حديث العهد في منصبه ويحتاج إلى وقت لكي يستجمع قوة الحزب الشعبية من أجل تجييرها في الانتخابات. وبناء على ذلك، أعن موفاز أن موعدي آب وأيلول «ليسا واقعيين» ولا يشكلان بالنسبة إلى «كديما» موعداً متفقاً عليه للانتخابات، مقدّراً أن يكون الموعد المحتمل للانتخابات في 16 تشرين الأول. بدوره، أعلن حزب «شاس» الديني أنه غير معني بانتخابات في آب أو أيلول. بل إن مسؤولاً في الحزب شكك في أن يكون تقديم الانتخابات أمراً محسوماً. وقال لصحيفة «معاريف» «لا نزال نعتقد أن رئيس الحكومة سيحاول العثور على طريقة لاستكمال أربعة أعوام ولايته الحكومة، والجميع الآن ينتطر، وشاس سوف يرد على التطورات». من جهته، أكد رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، أن تقديم الانتخابات بات أمراً «نهائياً» وأن المسألة هي مسألة الاتفاق على موعد محدد، مشيراً إلى ضرورة المسارعة في ذلك. وشدد على جهوزية حزبه لإجراء الانتخابات في 14 أيار المقبل. كذلك قال مسؤولون في حزب «العمل» إن التسريع في إجراء الانتخابات لا يضيرهم، معلنين جهوزيتهم لها.
إلى ذلك، أعلنت مديرة لجنة الانتخابات، أورلي عداس، بدء العمل داخل اللجنة لكي يكونوا مستعدين في حال تقرر رسمياً تقديم موعد الانتخابات. وقال عداس إن قوائم الناخبين حتى اليوم تضم 5566884 ناخباً، فيما سيكون عدد صناديق الاقتراع 10205. وقال رئيس لجنة المالية في الكنيست، موشيه غافني، إن كلفة الانتخابات ستبلغ 400 مليون شيكل (نحو 110 ملايين دولار).
وأظهر استطلاع للرأي نشرته «يديعوت أحرونوت» أمس أن «الليكود» سيحافظ تقريباً على عدد مقاعده وسيحصل على 30 مقعداً في حال إجراء الانتخابات الآن، فيما سيتراجع «كديما» من 28 مقعداً إلى 11 مقعداً، بينما سيعزز حزب العمل حضوره البرلماني من ثمانية مقاعد إلى 18 مقعداً. ووفقاً للاستطلاع، فإن حزب شاس سينخفض تمثيله من 13 مقعداً إلى 7 مقاعد، فيما تحافظ معظم الأحزاب الأخرى، كـ«يهدوت هاتوراة» و«ميريتس» و«إسرائيل بيتنا» على عدد مقاعدها تقريباً. وأظهر الاستطلاع أن مفاجأة الانتخابات ستتثمل في حزب «يوجد مستقبل»، الذي أسسه يائير لبيد، الذي سيحصل على 11 مقعداً.