لم ينكشف مصير عضو الأسرة الحاكمة في إمارة رأس الخيمة في الإمارات، سلطان بن كايد القاسمي، إلا بعد مرور أربعة أيام على اعتقاله، حيث كشف نجله عبد الله القاسمي، أمس، عن توقيفه في قصر حاكم الإمارة منذ الجمعة الماضي، من دون توجيه أي تهمة له. وقال القاسمي الابن، الذي يرأس والده جمعية الإصلاح الإسلامية الإماراتية القريبة من فكر الإخوان المسلمين، إن «الشيخ سلطان وهو ابن عم حاكم رأس الخيمة الشيخ سعود القاسمي.. موقوف انفرادياً في غرفة مغلقة في قصر الحاكم منذ مساء الجمعة» الماضي و«لم توجّه رسمياً أي تهمة له».
وذكر عبد الله القاسمي، وهو إسلامي معروف، أن والده «رفض تسلّم وثيقة قدمها له جهاز أمن الدولة وطلب منه توقيعها»، مشيراً الى أنه «رفض أي التزام كتابي أو شفهي تجاه السلطات، طالما أنه بهذا الوضع». وتابع إن عضواً آخر في الأسرة حذّر سلطان قبل أسبوعين من أن «أبو ظبي تريد اعتقاله، من دون تحديد الأسباب». وقال «نطالب بالإفراج عنه فوراً وردّ الاعتبار له»، مشيراً الى أن «الأسرة (الحاكمة) مستاءة».
كذلك أبلغ القاسمي وكالة «رويترز» هاتفياً أن الأسرة فوجئت برجال مسلحين يأتون الى المنزل ويأخذونه الى قصر الشيخ سعود القاسمي. وقال بعد زيارة والده إنه محتجز بمفرده في غرفة عليها حراس مسلحون، نافياً أن يكون والده اعتقل بسبب خلاف عائلي.
لكن مصدراً قبلياً من رأس الخيمة نفى لوكالة «فرانس برس» أي علاقة لأجهزة الأمن الاتحادي في أبو ظبي، كما سبق أن أعلن نجل الشيخ سلطان، مؤكداً أن «المسألة تتم معالجتها في إطار الأسرة». وأوضح المصدر القبلي أن الشيخ سلطان «ليس معتقلاً وهو في عهدة قبيلته القواسم، في ما يشبه حالة الإقامة الجبرية».
في غضون ذلك، نددت جمعية الإصلاح الإسلامية، في بيان باعتقال رئيسها، واصفة خطوة «الأمن الإماراتي» بأنها «استفزازية غير مسبوقة» وتمثل «انتهاكاً صارخاً لمشاعر الإماراتيين». وقال ناشطون في رأس الخيمة إنهم يعتقدون أن الشيخ سلطان استهدف لتوقيعه عريضة أرسلت الى قادة دولة الإمارات تطالب بمنح المجلس الوطني الاتحادي _ وهو هيئة استشارية _ المزيد من الصلاحيات. وكانت السلطات الإماراتية قد جرّدت ستة إسلاميين منتمين إلى الجمعية من الجنسية الإماراتية، نهاية العام الماضي. ويأتي ذلك فيما تبدو ريبة السلطات الإماراتية واضحة إزاء الإسلاميين الذين تمكنوا من الوصول الى الحكم في عدة دول عربية نتيجة لاحتجاجات «الربيع العربي» التي لم تصل الى الإمارات.
(أ ف ب، رويترز)