غزة | تحولت مسيرات «القدس العالمية» تزامناً مع إحياء الذكرى الـ 36 لـ«يوم الأرض» في قطاع غزة أمس الى مواجهات عنيفة خاضها الناشطون الفلسطينيون ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي، ما أدى الى سقوط شهيد و37 جريحاً في صفوف الفلسطينيين.وفتح جنود الاحتلال النار على شبان فلسطينيين حاولوا التقدم تجاه معبر بيت حانون (إيرز) وعلى آخرين تقدموا عند السياج الحدودي الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48، شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وقال المتحدث باسم لجنة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في حكومة حماس، ادهم ابو سلمية، في بيان «استشهد الشاب محمود محمد زقوت (20 عاماً) وأصيب 37 آخرون شرق بيت حانون وخان يونس». وتحدثت المصادر الطبية الفلسطينية عن اصابة 31 شخصاً في بيت حانون، و6 شبان فلسطينيين آخرين أصيبوا خلال مواجهات مماثلة اندلعت قرب السياج الحدودي قرب بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع. وتحدث شهود عيان عن قيام عناصر الاحتلال بالتصدي للناشطين الفلسطينيين ومناصريهم من الدول العربية والعالم، بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وكان أبو سلمية قد ذكر في وقت سابق، أن نحو 24 فلسطينياً، بينهم ثلاثة جروحهم خطيرة، أصيبوا عند معبر بيت حانون العسكري المحصن الذي يبعد نحو ثلاثة كيلو مترات عن السياج الحدودي.
وذكر متظاهرون وشهود أن نحو 200 شاب تمكنوا من الوصول إلى السياج الحدودي قرب البلدة وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، فواجههم جنود الاحتلال بإطلاق كثيف للرصاص. وأكد متظاهرون أنهم نجحوا في اختراق السياج الحدودي ورفعوا أعلاماً فلسطينية عليه رغم كثافة إطلاق النار. وبدأت المسيرات أمس في قطاع غزة بالتزامن مع مسيرات أخرى في الضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن ومصر. تحت عنوان «مسيرات القدس العالمية»، حيث تجمع آلاف الفلسطينيين في شمال القطاع بالقرب من معبر بيت حانون بناءً على دعوة من حركة حماس بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية وبعض قادتها، اضافة الى وفود عربية ودولية تقدمهم نواب في مجلس الشعب المصري عن جماعة «الإخوان المسلمون».
وانطلق المشاركون، من كافة محافظات غزة وهم يحملون الاعلام الفلسطينية باتجاه بيت حانون حيث وضعت منصة كتب عليها «الى القدس».
وقال رئيس الوفد البرلماني المصري، محمد ادريس السعيد، في مهرجان مركزي أقيم على هامش المسيرة في بلدة بيت حانون، «كنا في ميدان التحرير (ثورة 25 يناير) نسعى إلى إسقاط الطاغية وفي عقولنا أننا نتقدم لرفع راية الأمة واستعادة الأقصى وتحرير فلسطين». وقال النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي رئيس اللجنة الوطنية للمسيرة العالمية في قطاع غزة، أحمد أبو حلبية، لوكالة «فرانس برس» إن «هذا اليوم له رمزية خاصة حيث نحتفل بيوم الأرض من أجل الحفاظ عليها وعلى القدس، ويشير هذا اليوم الى الحفاظ على ثوابت الشعب الفلسطيني ومن اهمها الارض والمقدسات».
بدورها، حذرت مسؤولة العمل النسائي في حركة «حماس» رجاء الحلبي الاحتلال الإسرائيلي من «الغضب الشعبي».
ورأى عضو اللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين صالح ناصر، أن «يوم الأرض هذا العام ليس كأي عام، فالشعب قرر أن يكون اليوم يوماً للقدس»، موجهاً حديثه للعرب، قائلاً «بدعمكم سيزول الاحتلال وستبقى القدس عاصمتنا، وفي هذا اليوم ندعو لتعزيز صمود أهلنا في القدس وبذل كافة الإمكانات المادية لهم». كذلك دعا عن القوى الفلسطينية وحركتي «فتح» و«حماس» الى «استعادة الوحدة الوطنية من اجل كسر المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني».