لم تقتصر فعاليات يوم الأرض على الأراضي الفلسطينية، بل تعدتها إلى بقاع عربية أخرى، في مقدمتها سوريا والأردن وتونس ومصر. وشارك ما يزيد على 15 الف شخص امس، في إحياء «يوم الأرض» قرب الحدود الاردنية مع الضفة الغربية والاراضي المحتلة. وتجمّع المشاركون في منطقة الكفرين (غرب المملكة) قرب موقع عماد السيد المسيح شرقي نهر الأردن، حيث أدوا صلاة الجمعة، حاملين أعلاماً اردنية وفلسطينية، ولافتات كتب عليها «يا قدس إنا قادمون»، و«الحرية للقدس وكل فلسطين». وهتف المتظاهرون، وبينهم متضامنون عرب واجانب من 80 دولة، «لن ننساكِ يا قدس»، و«تسقط وادي عربة، تسقط».
وشدد المراقب العام للاخوان المسلمين في الاردن همام سعيد في كلمة له على أن «قضية فلسطين هي قضية الأقطار العربية كلها، وقضية الأمة، والى القدس نحن لعائدون». واضاف «هذه الأرض اغتصبها اليهود وسرقوها (...) ونقول لهم والله لنحاسبنّكم على جرائمكم، ولن نسكت عنها، وربيعنا طويل حتى نؤدبكم ونسترجع حقوقنا، ارحلوا لا مكان لكم على ارض القداسة».
من جهته، اكد رئيس الورزاء الاردني الاسبق، رئيس الجبهة الوطنية للاصلاح، احمد عبيدات، ان «الاحتلال الاسرائيلي حوّل مدينة السلام (القدس) الى ثكنة عسكرية، وطوّقها بالمستوطنات والجدران، ويعرّضها لمخطط يستهدف هويتها». واضاف ان «القدس ستبقى مفتاحاً للحرب والسلام، ولن يتحقق في المنطقة استقرار او يقوم فيها سلام الا بعودة القدس حرة عربية».
بدوره، اكد منسق مسيرة القدس الدكتور ربحي حلوم ان الهدف من المسيرة هو تحقيق هدفنا في تحرير فلسطين، وانهاء الاحتلال.
وكان بين المشاركين اربعة متضامنين يهود من حركة «ناطوري كارتا»، واكد الحاخام آرون أن مشاركتهم تأتي في اطار «التضامن مع المشاركين في احياء يوم الارض». واضاف «نحن هنا لإيصال رسالة مهمة جدا للعالم اجمع وللعرب والمسلمين بأن اليهودية بريئة من الجرائم التي ترتكبها الصهيونية». وقال الحاخام «حاولنا ان نوصل رسالة الى الحكومة الاسرائيلية حول اهمية السلام، لكن الرسالة لا تصل الا لمن هو على استعداد للاستماع إليها».
وتلا المشاركون في نهاية المهرجان الاعلان العالمي لمسيرة القدس، الموقع من حوالى 150 شخصية عالمية، اكدوا خلاله دعم القائمين على المسيرة لحق الشعب الفلسطيني في الحرية وتحرير اراضيه، واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني. واكد المشاركون ان ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في القدس هي ممارسات عنصرية، مطالبين الحكومات العربية بالانتصار للشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، كما طالب المشاركون المجتمع الدولي بنصرة الشعب الفلسطيني، والانتصار للحق الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وفي سوريا، تجمع المئات من السوريين، امس، في وسط العاصمة دمشق للتأكيد على وقوفهم بجانب الشعب للفلسطيني لاسترجاع اراضيه، والاستمرار في نهج المقاومة. وأقيم التجمع في ساحة السبع بحرات وسط العاصمة دمشق، وهتف المجتمعون «ملايين السوريين بدنا نرجع فلسطين»، وسط شعارات مؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد.
وفي المناسبة، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان أهالي الجولان جددوا «تمسكهم بالثوابت الوطنية والقومية مع أشقائهم الفلسطينيين، ورفضهم لجميع ممارسات الاحتلال الاسرائيلي». واكدت ان «يوم الارض والدفاع عنها لم يعد يوماً تقليدياً، لان كل يوم في نضالهم ضد الاحتلال هو يوم للارض، وللحفاظ عليها، وصولاً الى تحريرها من الاحتلال الصهيوني».
وفي تونس، تظاهر المئات امس، امام مقر المجلس التأسيسي في العاصمة التونسية، معربين عن رفضهم لأي شكل من أشكال التطبيع مع اسرائيل، وعن دعمهم للفلسطينيين. ورفع المتظاهرون، الذين لبوا نداء عشرين جمعية صغيرة من المجتمع المدني والحزب الشيوعي العمالي التونسي، أعلاماً فلسطينية ولافتات تدعو الى «مقاطعة المنتجات الصهيونية».
وفي المغرب أيضاً خرجت تظاهرات تؤكد على حق الفلسطينيين في العودة الى أراضيهم وإنهاء الاحتلال.

(الاخبار، أ ف ب)