فيما يستعد وفدان من السودان وجنوب السودان اليوم لعقد مباحثات في أديس أبابا تتناول عدداً من المسائل الخلافية غداة المواجهات الحدودية، حث الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي طرفي النزاع على تجنب حرب جديدة. وأكد كبير المفاوضين في جنوب السودان باقان أموم (الصورة)، أمس أنه يستعد للتوجه إلى العاصمة الإثيوبية للمشاركة في هذه المحادثات، فيما أعلن وكيل وزارة الخارجية السودانية، رحمة الله محمد عثمان، أنه «سيمثل بلده في المفاوضات بين السودان وجنوب السودان بشأن الأمن على طول الحدود». وحذر عثمان من أن التوتر الحالي قد يقود المفاوضات بين البلدين إلى طريق مسدود، وذلك في وقتٍ توجه فيه أمس وزير النفط عوض أحمد الجاز إلى منطقة هجليج التي شهدت الاشتباكات الأخيرة، وسط تأكيد الخرطوم سيطرتها «تماماً على هذه المنطقة»، واعتراف جوبا بهزيمتها ضمنياً بعدما أكدت على لسان الناطق باسم جيش جنوب السودان، فيليب أقوير، أنه لم يكن في نيتها الاستيلاء على المنطقة.
وفي السياق، أكد نائب رئيس هيئة الأركان السودانية، عبد المنعم سعد، «سيطرة القوات المسلحة وإمساكها بزمام المبادرة في كافة الجبهات بعد دحرها للقوات المعتدية لدولة جنوب السودان على الحدود حول منطقة هجليج النفطية». وأوضح سعد بعد جولة تفقدية قام بها على الحدود أن القوات المسلحة تؤمن الحدود على بعد 36 كيلومتراً من مدينة هجليج بعد «انجلاء الموقف بانتصار القوات المسلحة على فلول جيش دولة الجنوب».
من جهته، قال إسماعيل حمدين، أحد زعماء قبائل المسيرية: «لقد سيطرنا على هذه الحدود في 1956 وسنقاتل من أجل هذه الحدود لحماية أرضنا حتى من دون إذن من الحكومة»، بينما أعلن مسؤول في الأمم المتحدة أمس أن قوافل تضم سودانيين جنوبيين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بسبب المواجهات عند الحدود المشتركة، مؤكداً أنهم يحتاجون إلى الخيم والأغذية.
في هذه الأثناء، دعا الاتحاد الأفريقي الخرطوم وجوبا إلى سحب قواتهما إلى مسافة عشرة كيلومترات عن الحدود بينهما، كما نصت عليه وثيقة وقعها الطرفان أخيراً لتهدئة التوتر. ودعا الطرفين إلى تشكيل لجنة مشتركة للتحقق ومراقبة الحدود التي ينص عليها هذا الاتفاق «ووقف دعم القوات المتمردة التي تنشط على أراضي كل منهما».
وفي بروكسل، حثت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، السودان وجنوب السودان على وقف القتال على حدودهما المشتركة، محذرةً من أن المزيد من الاشتباكات يمكن أن تؤدي الى نشوب صراع عسكري أوسع نطاقاً.
(أ ف ب، رويترز)