أنهى مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان زيارته لليمن، أمس، بالتحذير من «النفوذ المتعاظم لإيران» والقاعدة في اليمن. وقال فيلتمان، خلال مؤتمر صحافي عقده في صنعاء: «نتابع بقلق معلومات عن النفوذ الإيراني المتعاظم في بعض أنحاء اليمن». وأضاف: «نعمل مع الحكومة اليمنية وشركائنا في المنطقة لمنع التدخلات الإيرانية لدى حدوثها». من جهةٍ ثانية، رأى فيلتمان أن القاعدة «تحاول اغتنام الفوضى السياسية» في المنطقة لتعزيز نفوذها، مشدداً على أن «تنظيم القاعدة مع كل ما يسعى إليه من تمدد نتيجة الفوضى التي تعيشها اليمن لا يحظى بأية شعبية تذكر». وأشار الدبلوماسي الأميركي إلى أن بلاده زادت من حجم معوناتها لليمن العام الحالي إلى 55 مليون دولار بدلاً من 36 مليوناً العام الماضي. وفي ما يتعلق بالأزمة السياسية المستمرة في البلاد، دعا فيلتمان القوى السياسية إلى البدء في عملية الحوار الوطني وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية تنفيذاً لاتفاق «المبادرة الخليجية» لحل الأزمة، وذلك بعدما التقى خلال الأيام الماضية بالرئيس عبد ربه منصور هادي وممثلين عن هيئات المجتمع المدني وناشطين من الحراك الجنوبي.
وقال فيلتمان: «نحن ملتزمون دعم اليمن اقتصادياً، ونأخذ دور الشهود لتنفيذ المبادرة الخليجية، وندعم المرحلة الانتقالية التي من المفترض أن تستمر حتى مطلع 2014». وأضاف: «نحن ندرك أن هناك مظالم حقيقية لليمنيين في الجنوب ولليمنيين في مختلف المحافظات، إلّا أننا نعتقد أن كل السبل للتعامل مع كل تلك القضايا ستكون عبر الحوار الوطني، وأعتقد أن من الأهمية بمكان أن يشارك الجنوبيون في هذا الحوار الوطني»، فيما وصف عملية إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية بأنها «جزء هام لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد».
من جهةٍ ثانية، أكّدت السعودية، أمس، اختطاف أحد دبلوماسييها في عدن جنوب اليمن، مشدّدةً على أنها لن تتهاون في اتخاذ كافة الإجراءات لحماية دبلوماسييها. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن «مجموعة مسلحة اختطفت نائب القنصل العام للمملكة العربية السعودية في عدن عبد الله بن محمد الخالدي من أمام مقر سكنه في عدن». وأضاف المصدر أن «السفارة قامت على الفور بالاتصال بالجهات الأمنية اليمنية على أعلى المستويات، حيث استنفرت هذه الجهات كافه جهودها لتتبع الخاطفين والتحقيقات في هذه الجريمة الشنيعة»، بينما تضاربت الأنباء عن أسباب الاختطاف. وفيما رجح مصدر أمني يمني لـ«يونايتد برس إنترناشونال» أن تكون جماعة «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم «القاعدة» وراء اختطاف نائب القنصل السعودي، تحدث مصدر في الشرطة عن «عدم وجود أبعاد سياسية» لعملية الخطف، مشيراً إلى أن نائب القنصل تعرض للتهديد مراراً خلال الأشهر الأخيرة «نتيجة خلاف شخصي» مع آخرين في عدن.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)