دعا رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي (الصورة)، الأجهزة الأمنية إلى بذل الجهود والعمل على تهيئة الأجواء لإنجاح القمة العربية المنوي عقدها في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، فيما شهدت العاصمة العراقية إجراءات أمنية مشددة استعداداً لاستضافة القمة. ونقل بيان لرئاسة الوزراء تشدّد المالكي، خلال ترؤسه، ببغداد أمس، اجتماعاً لكبار القادة الأمنيين، بحضور وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي، على ضرورة التزام منتسبي الأجهزة الأمنية بالتوصيات والقرارات التي تتخذها القيادات العسكرية والأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية. كما دعا السياسيين إلى عدم التدخل في عمل الأجهزة الأمنية، قائلاً إن «عمل الأجهزة الأمنية يقوم على أسس وطنية والتعامل يكون بموجب الرتبة العسكرية». وأضاف «نطمح إلى بناء دولة لها كيانها وقدراتها المستقلة تعمل على تقديم الرفاهية لجميع أبناء الشعب، لكن هذا الطموح يواجه تحديات وعلى الجميع أن يساهم في تجاوزها».
وفي إطار الاستعدادات الأمنية للقمة، باشرت الأجهزة الأمنية منذ يوم أمس بقطع الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء وإلى الفنادق التي سيقيم فيها أعضاء الوفود الرسمية المشاركة، فضلاً عن قطع جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء وشارعي السعدون وأبو نواس والطرق الرئيسية في حي الجادرية الراقي، وذلك بعدما بدأ مئة ألف عسكري عراقي منذ أيام بتنفيذ خطة أمنية غير مسبوقة.
وأدت هذه التدابير إلى حدوث اختناقات مرورية كبيرة في العاصمة، ما اضطر الكثير من الموظفين وأصحاب المحال التجارية والعيادات الطبية إلى العودة إلى منازلهم لتعذر وصولهم إلى مواقع عملهم.
في غضون ذلك، أعلنت القائمة العراقية أنها ستقدم إلى القمة العربية أدلة وصوراً تثبت تعذيب المعتقلين من قبل قيادة عمليات بغداد، التي وصفتها بأنها «تحولت الى أجهزة قمع ضد الشعب العراقي»، وذلك بعد ساعات من اتهام نائب رئيس الجمهورية المطلوب للقضاء، طارق الهاشمي، الأجهزة الأمنية بتعذيب أحد عناصر حمايته (عامر البطاوي) حتى الموت بعد ثلاثة أشهر على اعتقاله.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم القائمة، ميسون الدملوجي، «نعرب عن استنكار كتلة العراقية واستهجانها الشديدين للتعذيب القاسي وغير الإنساني الذي تعرض له أحد أفراد حماية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي والذي أدى الى استشهاده». وأضافت إن «الأجهزة الأمنية سلّمت جثمان عنصر الحماية إلى ذويه بعد اعتقال دام ثلاثة أشهر في الفوج الثاني، لواء 45 من الفرقة 11 التابعة للواء بغداد، وبدت عليه آثار التعذيب في يديه ورجليه وبطنه وظهره، ومواضع أخرى».
إلا أن المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء، عبد الستار البيرقدار، نفى وفاة الشخص المذكور بسبب التعذيب. ولفت إلى أن تقرير الطب العدلي نفى وجود أي أثر للشدة ظاهرياً على مختلف نواحي جسم المتوفى، موضحاً أن النتيجة الأولية لتشريح الجثة أكدت أن سبب الوفاة إسهال شديد وانخفاض بالضغط وتوقف الكلية. بدورها، أكدت قيادة عمليات بغداد أن سبب الوفاة هو الفشل الكلوي.
(رويترز، أ ف ب، رويترز)