أكد وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، أمس من برلين، أن عام 2012، سيكون حاسماً في ما يتعلق بحل الملف النووي الايراني، مشدداً على أن المسألة «ليست أسابيع أو سنوات». وقال باراك للإذاعة الاسرائيلية إن «خوف إيران من عملية عسكرية تشنها الولايات المتحدة أو جهة أخرى ضدها هو السبب الأساسي لامتناعها عن استكمال عملية اقتناء قدرة عسكرية نووية». ولفت الى ان إيران «قامت بنشر مواقعها النووية، خلال السنوات الماضية وتوزيعها في أنحاء مختلفة من البلاد، وتحصينها بهدف التقليل من حجم الأضرار التي قد تلحق بها إذا تعرضت لهجوم». وشدد باراك على وجود تطابق وتنسيق كاملين بين واشنطن وتل أبيب «في ما يتعلق بتحليل المعلومات الاستخبارية ومضمون التصريحات وضرورة الإبقاء على جميع خيارات العمل مفتوحة»، موضحاً أن «الخلاف الوحيد بين البلدين ينبع من حقيقة أن الولايات المتحدة قادرة على العمل ضد المشروع النووي الإيراني حتى لو قطع أشواطاً أكثر تقدماً، فيما تمتلك اسرائيل قدرات محدودة نسبياً».
وفي بيان صادر عن مكتب وزير الدفاع الاسرائيلي في أعقاب لقائه مع وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، رأى باراك أن «الوعي يتزايد في المجتمع الدولي على أن البرنامج النووي الايراني العسكري يقترب بشكل مثابر من منطقة الحصانة».
وكان باراك قد وقّع أمس في العاصمة الألمانية على اتفاق لتزويد سلاح البحرية الإسرائيلي بغواصة نووية من طراز «دولفين» هي السادسة من نوعها التي ستحصل عليها إسرائيل من ألمانيا.
بدوره، انتقد وزير الاستخبارات، دان مريدور، في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» ثرثرة القيادة الاسرائيلية في الموضوع الايراني. وقال: «إذا أردتَ أن تطلق النار، فأطلق النار، ولا تتكلم». ورفض مريدور الإفصاح عن حقيقة النوايا الاسرائيلية، التي يريد أن يسمعها العالم، مشيراً الى ان هذا الموقف هو الصحيح، ومعرباً عن تخوّفه من ألّا يكون جميع زملائه يوافقونه الرأي. وأكد في الوقت نفسه «الأهمية التي لا سابق لها، لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي، وهذا ينبغي ان ينجح».
وعبّر عن أمله بفاعلية العقوبات الدولية، لأن ايران «ليست كوريا الشمالية، وهي ليست منقطعة عن العالم، وتحتاج الى العالم».
ولفت موقع «إسرائيل ديفينس» الالكتروني الى انه بوجود 10 آلاف جهاز طرد مركزي، لدى ايران حالياً، من المتوقع أن لا يأخذ تخصيب اليورانيوم من 20 في المئة الى 90 في المئة أكثر من اسابيع معدودة، وبالحد الأقصى من شهرين الى ثلاثة اشهر. وعليه يمكن للايرانيين، وفق الاستراتيجية التي يعتمدونها، أن ينتجوا الكمية الكافية لصناعة قنبلة والتوقف عندها، كذلك اختيار التوقيت المريح لهم، للانتقال من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة الى القنبلة، وبالسرعة التي لا تبقي ما يكفي من الوقت من أجل احباط صناعة القنبلة.
لكن اسرائيل ترى أنه ينبغي ايقاف ايران قبل اسابيع من وصولها الى القنبلة، لأسباب عديدة، بينها انه يمكن للايرانيين الانتقال من مستوى تخصيب 20 في المئة الى مستوى 90 في المئة خارج رقابة مراقبي الامم المتحدة. أما الأميركيون فيقولون إن «لدينا قدرات ليست لديكم، لدينا قاذفات استراتيجية، وقنابل أكثر فتكاً. وحتى لو وصل الايرانيون الى النهاية، اعتمدوا علينا».