أثارت تصريحات وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عن اعتداء تولوز موجة من الاستنكار والادانة في اسرائيل، لم تفلح معها محاولات آشتون تبرير موقفها. وأوضح بيان لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الامر الذي أثار غضبه واستياءه في تصريحات آشتون، هو مقارنتها بين «مجزرة متعمدة استهدفت اطفالاً، وبين اعمال جراحية دفاعية يقوم بها الجيش الاسرائيلي تستهدف ارهابيين يستخدمون الاطفال دروعا بشرية»، في إشارة إلى الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة. وأضاف أنه «لا يمكن المساواة بين الأمرين».
بدوره، رأى وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في بيان ان «تصريحات كاثرين آشتون ليست ملائمة ونأمل أن تقوم بسحبها». وادعى «أن إسرائيل هي البلد الاكثر اخلاقية في العالم رغم انها تضطر لقتال الارهابيين الذين يعملون وسط مجموعة من المدنيين. ويقوم الجيش الاسرائيلي بكل ما بوسعه لتجنب إلحاق الضرر بالسكان على الرغم من انهم يدافعون عن الارهابيين». واضاف «الاطفال الذين يجب ان تتكلم عنهم آشتون هم اطفال جنوب اسرائيل الذين يعيشون في الخوف جراء اطلاق الصواريخ المستمر من قطاع غزة».
ووصف وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تصريحات آشتون بأنها «مشينة». وقال «المقارنة التي قامت بها آشتون بين ما حدث في غزة والذي حدث في تولوز والذي يحدث في سوريا يومياً هي مشينة ولا اساس فعلياً لها في الواقع». وتابع «يعمل الجيش الاسرائيلي في غزة بدقة بالغة للحفاظ على حياة الابرياء. وآمل ان تفهم كاثرين آشتون بسرعة خطأها وتعيد التفكير بتعليقاتها».
وأدلت رئيسة حزب «كديما» تسيبي ليفني برأيها في القضية، مؤكدة أن «مقارنة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي بين قتل الأطفال في تولوز وبين أعمال القتل التي ينفذها الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا والوضع في غزة أمر مرفوض ويدعو إلى الغضب، وغير صحيح».
من جهته، نفى المتحدث باسم آشتون، مايكل مان، امس، ان تكون تعليقات المسؤولة الاوروبية التي ادلت بها كانت تقارن بأي طريقة بين اعتداء تولوز والوضع في قطاع غزة. وفي بيان صادر عنها، اكدت آشتون ان كلامها «شوه بشكل كبير». وقال البيان ان آشتون «تدين بشدة ما حدث في مدرسة اوزار هاتورا (كنز التوراة) في تولوز وتعبر عن تعاطفها مع عائلات واصدقاء الضحايا والشعب الفرنسي والمجتمع اليهودي». واضاف البيان «في تصريحاتها اشارت آشتون الى حياة الاطفال في العالم ولم تقارن إطلاقاً بين ظروف اعتداء تولوز والوضع في غزة».
وكانت آشتون قد استذكرت الشبان الذين يموتون في مناطق عديدة من العالم، ومنها غزة وسوريا، في ادانتها لاعتداء تولوز. وقالت، على هامش اجتماع للشبيبة الفلسطينية في بروكسل الاثنين، «عندما نفكر في ما حدث اليوم في تولوز، عندما نتذكر ما حدث في النروج قبل عام، عندما نعرف ما يحدث في سوريا، عندما نرى ما يحصل في غزة وفي مناطق اخرى من العالم، نفكر في الشباب والاطفال الذين يلقون مصرعهم». واضافت «لهؤلاء (الشباب) اوجه تقديري»، مشيرة أيضاً الى «الاطفال البلجيكيين الذين قتلوا في مأساة» حادث الحافلة في سويسرا الاسبوع الماضي.
(أ ف ب، رويترز)