بعدما كان وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، يكثر الحديث عن مرحلة ما بعد الرئيس السوري، بشار الأسد، بات سقفه الآن أكثر تدنّياً، إذ خلص الى أن سوريا «لن تعود الى ما كانت عليه» سابقاً. وفيما وصف ما يجري في سوريا بأنه تغلب عليه «حالة اللايقين»، رأى أن هذا الأمر يفرض على اسرائيل «الاستعداد لكل سيناريو محتمل». وقال إن نظام الأسد يتجه نحو مزيد من الضعف، معتبراً أن عدم الحسم سيؤدي الى زيادة الخسائر من قبل الطرفين.
وكرّر وزير الدفاع الإسرائيلي تشديده على أن إسرائيل «تراقب بشكل متواصل اي محاولة لنقل وسائل قتالية خارقة للتوازن» بين حزب الله وإسرائيل، ووجّه رسالة تهديد ضمنية الى كل من حزب الله وسوريا، بالقول إن تل أبيب «تحتفظ بحق الدفاع عن مصالحها الأمنية». ورأى باراك أن حزب الله ما زال يواصل مراكمة قدراته الصاروخية على المستوى الكمي، ومن مختلف الأنواع ومن حيث القدرة التدميرية والدقة في الإصابة، معتبراً أن هذا الأمر يفرض على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إجراء تقديرات متلائمة مع هذا الواقع.
رغم ذلك، هدّد باراك باستهداف البنى التحتية اللبنانية «بكامل القدرة الاسرائيلية»، في حال التعرض لأمن اسرائيل. واتهم أيضاً حزب الله بالوقوف وراء الهجمات التي تعرضت لها أهداف اسرائيلية خلال الأسابيع الماضية، مقدّراً أن حزب الله سيستمر في هذا الاتجاه مستقبلاً.
إيرانياً، وصف باراك العام الجاري، بأنه الأهم في مواجهة التهديد الإيراني، متهماً الجمهورية الإسلامية بأنها «تتحرك بأيديولوجية متطرفة، وتطمح الى بسط هيمنتها الإقليمية، وتموّل وتدعم الحركات الإرهابية في كل أنحاء المنطقة والعالم، وتسعى بشكل أساسي إلى حيازة أسلحة نووية». وأكد «من الممنوع أن تملك ايران اسلحة نووية»، موضحاً ان اسرائيل قالت ذلك «لأصدقائنا، وأن هذا هو موقفهم أيضاً».
واعتبر باراك أنه «لا يوجد في العالم اليوم شكوك حول وجود برنامج نووي عسكري ايراني»، لافتاً الى «وجود وعي متزايد لدى دول العالم حول حقيقة اقتراب البرنامج النووي العسكري الايراني بشكل متواصل من النضوج»، وأنه على وشك الدخول الى «منطقة الحصانة»، في إشارة الى تشغيل منشأة فوردو بالقرب من مدينة قم، «حيث يمكنه في هذا الموقع مواصلة استكمال برنامجه من دون أي ارباك عملاني وفي التوقيت المريح له».
وكجزء من السياسة الاسرائيلية لتحريض دول المنطقة على الجمهورية الاسلامية، اعتبر باراك أن إيران النووية تشكّل خطراً على مستقبل الشرق الأوسط، وعلى أمن دولة اسرائيل وعلى الاستقرار الأمني والاقتصادي العالمي. ورأى أنه على عكس الماضي، يوجد الآن تفهّم عالمي أكثر من أي وقت مضى حول حيوية منع ايران من التحول الى دولة نووية، وبالتأكيد الحاجة إلى عدم انزال الخيار العسكري عن الطاولة.
وفي ما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة، في ظل إدارة أوباما، وصفها بأنها «في مرحلة الذروة التي لم تشهدها طوال تاريخها»، مع ما لهذا من «تأثير واضح وفوري على أمن اسرائيل، وعلى أفق مستقبلها ومكانتها الدولية وقوتها». ورأى ان على اسرائيل أن «تأخذ بالحسبان والإصغاء الى مطالب الولايات المتحدة النابعة من واقعها»، وانتهاج سياسة تؤدي الى تعزيز العلاقات الخاصة بين الدولتين وتقويتها.
أما لجهة التصعيد الأخير في قطاع غزة، فرأى باراك أنه انتهى بتوازن ايجابي لمصلحة اسرائيل، لكنه أقر بأن فصائل المقاومة في غزة ستواصل جهودها لتنفيذ عمليات ضد اسرائيل، الأمر الذي سيؤدي الى تصعيد واسع عبر اطلاق صواريخ بعيدة المدى نحو وسط اسرائيل».