القاهرة | «لابس تي شيرت أحمر ورايح بورسعيد... راجع وكفني أبيض في بلدي موت شهيد»، بهذه الأنشودة نظم الآلاف من شباب «الألتراس» الأهلاوي وعدد من أهالي ضحايا أحداث مجزرة بور سعيد، مسيرة احتجاجية بعنوان «لن ننسى شهداءنا» من مقرّ النادي الأهلي في منطقة الجزيرة المطلة على نيل القاهرة الى مقرّ النائب العام في وسط العاصمة المصرية، للمطالبة بالقصاص من المتسببين في مجزرة استاد بورسعيد، بالتزامن مع قرار النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود بإحالة 75 متهماً في أحداث بورسعيد الى محكمة الجنايات.
وتجاوز عدد المشاركين في المسيرة 4 آلاف من شباب «الألتراس» الأهلاوي، ارتدوا قمصاناً كُتب عليها من الأمام «يوم ما أفرّط في حقه» (الشهيد) «هكون ميت أكيد»، فيما كُتب من الخلف «لن ننسى» باللغة الإنكليزية، إلى جانب رقم (74) وهو إشارة إلى عدد الشهداء الذين سقطوا.
وحمّل «الألتراس» المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الداخلية مسؤولية أحداث الشغب في بورسعيد وردّدوا هتافات «قالوا علي بلطجي وأنا أهلاوى ثورجي» و«قتلوا الألتراس الأحرار عشان وقفوا مع الثوار» و«تمثيلية تمثيلية الداخلية هي هي»، و«يا سيادة النائب العام أم الشهيد مش عارفة تنام»، وطالبوا بسقوط حكم العسكر، مرددين «يسقط يسقط حكم العسكر»، ورفع شباب الألتراس لافتات تحمل صور ضحايا مجزرة بورسعيد
وقال عدد من شباب «الألتراس» لـ«الأخبار» إنهم صمتوا طوال الأيام الماضية لانتظار انتهاء التحقيقات ومعرفة موقف مجلس الشعب، لكن بعد مرور شهر لم يتحرك ساكناً ولم يحاكم متهماً، مؤكدين أنهم لن يصمتوا بعد الآن عن حق الشهداء، ورددوا «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم»، مؤكدين أنهم سيأخذون ثأرهم من المجلس العسكرى والداخلية.
وبالتزامن مع المسيرة، أعلنت النيابة العامة في بيان رسمي أنها أمرت بإحالة 75 متهماً في قضية أحداث الشغب في بورسعيد إلى محكمة الجنايات، وأُسندت إلى المتهمين تهم ارتكاب جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقترن بجنايات القتل والشروع فيه. وأكدت تحقيقات النيابة أنّ أحداث الشغب لم تكن عفوية بل مدبرة. وقالت في بيانها إن «المتهمين بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل بعض جمهور فريق النادي الأهلي «الألتراس» انتقاماً منهم لخلافات سابقة واستعراضاً للقوة أمامهم، وأعدوا لهذا الغرض أسلحة بيضاء مختلفة الأنواع ومواد مفرقعة وقطعاً من الحجارة وأدوات أخرى تستخدم في الاعتداء على الأشخاص، وتربصوا لهم في استاد بورسعيد الذي أيقنوا سلفاً قدومهم إليه».
وأكّد البيان أنّ رجال الشرطة مكّنوا المتهمين من الهجوم على جمهور فريق النادي الأهلي في أماكن وجودهم بالمدرج المخصص لهم بالاستاد. وأحجموا عن مباشرة أي إجراء لحفظ النظام والأمن العام وحماية الأرواح ومنع وقوع الجرائم.