أعلن المبعوث الأممي الخاص حول سوريا، كوفي أنان، مساء أمس، أنه تلقى رداً من الرئيس السوري بشار الأسد على مقترحاته لحل الأزمة. وقال المتحدث باسم أنان، احمد فوزي، لوكالة «فرانس برس»، «لقد ردوا، ندرس اجوبتهم، ليس لدينا اي تعليق في الوقت الراهن»، من دون أن يعطي ايضاحات حول مضمون الاجوبة. وكان انان قد اعلن، من أنقرة أمس، انه ينتظر رداً من السلطات السورية «لأنني عرضت عليهم مقترحات ملموسة». واضاف «سنعلم كيف سنتحرك بعد حصولنا على ردهم»، مشدداً على ضرورة وقف «القتل والعنف» في سوريا.

والتقى أنان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو، بالإضافة إلى رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، الذي أعلن أن «دولاً عبرت عن الرغبة في تسليح المعارضين»، لكن المجلس يفضل تسوية سياسية ودبلوماسية للأزمة. وأضاف «لكن اذا لم يتحقق ذلك، فسنقبل اقتراح المساعدة بالاسلحة».
بدورها، أعلنت تركيا، أمس، أنها ستستضيف مؤتمر «أصدقاء سوريا» الثاني في الثاني من نيسان المقبل. ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله، خلال جلسة للبرلمان، إن المؤتمر الثاني لأصدقاء سوريا سيعقد في اسطنبول، بعدما كان مؤتمر «أصدقاء سوريا» الأول قد عقد في تونس في شباط الماضي.
في المقابل، بحث رئيس وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية (سي آي ايه) ديفيد بترايوس في انقرة الازمة السورية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كما ذكرت المحطة الاعلامية «ان تي في». وفي هذا اللقاء المغلق، الذي لم يرد في برنامج اردوغان اليومي الموزع على الصحافيين، بحث المسؤولان الوضع في سوريا. ولم يشأ مكتب اردوغان ولا السفارة الاميركية الادلاء بأي تعليق حول مضمون الاجتماع.
وفي جنيف، أعلنت مساعدة المفوضة العليا لحقوق الإنسان، كيونغ وا كانغ، أن الأمم المتحدة سترسل مراقبين إلى دول مجاورة لسوريا في وقت لاحق هذا الأسبوع لتوثيق «الانتهاكات والفظائع» في هذا البلد. وقالت، خلال مناقشة مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة التقرير الثاني للجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا، «نسعى قدر الإمكان إلى المحافظة على الاتصالات مع الناس على الأرض. وسنرسل مراقبين لجمع معلومات ووثائق حول الانتهاكات والفظائع في المناطق الحدودية في الدول المجاورة في وقت لاحق هذا الأسبوع».
وفي السياق، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن نحو 30 ألف سوري لجأوا إلى الدول المجاورة لسوريا، بينهم 13 ألفاً في تركيا و12 ألفاً في لبنان و5000 في الأردن. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أدريان إدواردز، إن المفوضية عيّنت بانوس مومتزيس، الذي كان يرأس قسم العلاقات مع الدائنين في المفوضية، منسقاً إقليمياً لشؤون اللاجئين السوريين.
من جهة ثانية، طالب الامين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أمس بـ«تحقيق دولي» في الجرائم ضد المدنيين السوريين، وخصوصاً في حمص وإدلب، فيما اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تريد اقناع سوريا بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف «متزامن» لأعمال العنف من الجانبين.
وقال لافروف ان روسيا درست هذا الاقتراح مع دول الجامعة العربية والامم المتحدة حيث بحث مجلس الامن الدولي الاثنين الأزمة السورية. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفيليبيني البرت ديل روزاريو، ان «الهدف هو ان يدرك الجانبان ان هناك مراقبين دوليين مستقلين لمراقبة تطبيق هذا المطلب، وسنقوم بصياغة هذا المطلب من اجل وقف اطلاق نار فوري». وتابع «يجب ان يتم هذا الامر بشكل متزامن. لا يمكننا مطالبة الحكومة بمغادرة المدن والقرى في حين ان المجموعات المسلحة لا تقوم بالشيء نفسه». وقال ان «الانسحاب الاحادي الجانب للقوات الحكومية غير واقعي على الاطلاق. لن تقوم السلطات السورية بذلك، شئنا ام ابينا». وأعرب عن دهشته من «دعوة القيادة القطرية إلى إرسال قوات عربية أو دولية إلى سوريا». وحذّر من خطر وصول الأسلحة المهربة إلى سوريا إلى أيدي القاعدة. واعتبر أن الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم، تتنافى مع الخطة المتفق عليها، وعلى الأخص مع أحد مبادئها الخمسة الذي لا يجيز «التدخل الخارجي في الوضع السوري».
بدوره، قال الموفد الصيني الى الشرق الاوسط، تشانغ مينغ، ان بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة ايجاد حل سياسي للأزمة السورية. واكد الدبلوماسي الصيني امام الصحافيين بعد اجتماع مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة أن «هناك توافقاً كبيراً بين الصين والجامعة العربية حول حل الأزمة السورية سياسياً». واضاف ان الحكومة الصينية اوفدته «لتبادل وجهات النظر مع كافة الاطراف على أساس رؤية صينية ذات ست نقاط لايجاد حل سياسي للمسألة السورية وبلورة توافق دولي» حول تسوية سياسية.
ميدانياً، اعلن امس مقتل 37 شخصاً في سوريا، بينهم 14 مدنياً، خلال حوادث عنف متفرقة في عدد من المدن السورية، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، وفي المقابل احبطت السلطات السورية ليل الاثنين الثلاثاء محاولة تسلل «مجموعة ارهابية مسلحة» قادمة من لبنان الى سوريا لاذت بالفرار بعد اصابة عدد من عناصرها بحسب مصدر رسمي سوري.
إلى ذلك، أعلن المعارض السوري هيثم المالح انه «استقال من المجلس الوطني السوري لانه يموج بالفوضى وبسبب غياب الوضوح بشأن ما يمكن أن ينجزه حاليا»، مضيفا ان «المجلس لم يحقق تقدما يذكر في العمل على تسليح المعارضين». وأضاف لـ «رويترز»: «في الماضي لم أدع أعضاء المجلس الوطني السوري للاستقالة لكنني أتوقع استقالة الكثيرين».
(سانا، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)