وفقاً لإحصاءات جيش الاحتلال نفسه، كانت الجولة الأخيرة من القتال على جبهة قطاع غزة الأكثر تصعيداً منذ عدوان «الرصاص المصهور»؛ إذ أشار إلى أن المقاومة الفلسطينية أطلقت نحو 200 صاروخ خلال أربعة أيام باتجاه المستوطنات الإسرائيلية. وللمقارنة، فإنه خلال عملية «الرصاص المصهور» في أواخر عام 2008 وبداية عام 2009، أُطلق نحو 255 صاروخاً من القطاع باتجاه المناطق المحتلة إسرائيلياً على امتداد ثلاثة أسابيع.

الفارق أنّه خلال المواجهة الأخيرة، تتحدث المعطيات الإسرائيلية عن اعتراض 56 صاروخاً بواسطة منظومة «القبة الحديدية». وبحسب هذه المعطيات، فإن ذلك يعني نسبة نجاح لفعالية المنظومة تبلغ 85 في المئة، علماً بأن رادارها مبرمج لاعتراض الصواريخ التي يظهر مسارها أنها آيلة إلى السقوط في مناطق سكنية فقط.
إلا أن هذا النجاح لم يفلح في منع إدخال أكثر من مليون إسرائيلي إلى الملاجئ طوال فترة المواجهة، وفي تعطيل الدورة الاقتصادية والدراسية لكافة التجمعات السكانية التي تقع ضمن شعاع 40 كيلومتراً من قطاع غزة. ويشمل ذلك مدناً كبرى مثل عسقلان وبئر السبع وأشدود، إضافة إلى بلدات كبيرة الحجم مثل نتيفوت وغديرا ويفنة وكريات ملاخي وغيرها. رغم ذلك، كان عدد الإصابات الإسرائيلية محدوداً، ولم يتعدَّ بضعة جرحى، إضافة إلى اقتصار الخسائر المادية المباشرة على تدمير بعض السيارات. فيما أُفيد في الجانب الفلسطيني عن استشهاد 26 شخصاً وإصابة العشرات بجراح مختلفة.
ووفقاً لما أعلنه جيش الاحتلال، فقد استُهدف 37 هدفاً بغارات جوية في قطاع غزّة على مدى أيام المواجهة الأربعة. وتجدر الإشارة إلى أن جبهة القطاع شهدت عدّة جولات من التصعيد الميداني منذ «الرصاص المصهور» أبرزها في آب الماضي حين اندلعت مواجهة على خلفية عملية إيلات استمرت خمسة أيام وأُطلق خلالها 155 صاروخاً على إسرائيل. وبعد ذلك بشهرين، حصل تصعيد آخر تعرضت فيه المستوطنات الإسرائيلية لسقوط 45 صاروخاً على مدى يومين. كذلك شهد نيسان الماضي جولة تصعيد ساخنة استمرت أربعة أيام أطلقت المقاومة الفلسطينية خلالها 69 صاروخاً باتجاه إسرائيل.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها، أمس، إن الجولة الأخيرة تشير إلى تصاعد دراماتيكي في التهديد الصاروخي الفلسطيني مقارنة مع الجولات الماضية. وأشارت إلى تجاوز عدد الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في غضون ثلاثة أيام مجمل ما أطلقته في جولتي آب وتشرين الأول.