غزّة | ساد هدوء حذر قطاع غزّة والمدن الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، بعد توصل مصر إلى تهدئة متبادلة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، دخلت حيّز التنفيذ بعد منتصف ليل أمس، وأكدت الفصائل الفلسطينية أنها تضمنت للمرة الأولى تعهّداً إسرائيلياً بوقف الاغتيالات. وأكّدت حركة الجهاد الإسلامي، التي قادت معركة التصدي للتصعيد الذي بدأته إسرائيل مساء الجمعة الماضي، أن اتفاق التهدئة يشمل تعهداً من جانب الاحتلال بوقف سياسة الاغتيالات، مع أن دولة الاحتلال نفت هذا الأمر.
وقال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، إن الحركة ملتزمة بالتهدئة التي توسطت فيها مصر «ما التزم بها الاحتلال»، لكنه توعد بأن الرد سيكون «قاسياً» إن عادت إسرائيل إلى الاغتيالات. وأضاف «نحن نلتزم بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال، والحكم على الاتفاق أن يعيش أو يموت بمقدار التزام الاحتلال به». وأشار إلى أن «إخواننا المصريين أبلغونا الالتزام الإسرائيلي باتفاق التهدئة والتزامهم بوقف الاغتيالات، وهذا إنجاز للمقاومة وللشعب الفلسطيني. وسنراقب الالتزام الإسرائيلي بالاتفاق، على الأرض، وبالقدر نفسه سنتعامل». وشدد على أنه «إذا عادت إسرائيل إلى العدوان والاغتيالات لأبناء شعبنا، فلن نقبل بذلك وسيكون الرد قاسياً، بالطريقة والكيفية اللتين يعرفهما الاحتلال».
كذلك أكد قيادي في سرايا القدس الالتزام بالتهدئة، وذلك «بعد رضوخ الاحتلال لكافة شروطنا». ونقلت مواقع إخبارية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي عن القيادي قوله «لم يكن من السهل القبول بهذا الاتفاق في ظل هذه الظروف، غير أن الاحتلال رضخ لشروطنا وشروط المقاومة الباسلة، بأن تكون التهدئة شاملة ومتزامنة، مع تعهّد الاحتلال بوقف الاغتيالات لكافة رموز شعبنا من كافة الفصائل الفلسطينية».
بدورها، أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، أنها «لن تخرج عن الإجماع الوطني الفلسطيني»، مشددة على أنها «تحتفظ بحق الرد على اغتيال أمينها العام الشيخ زهير القيسي وكافة شهداء الشعب الفلسطيني».
حركة «حماس»، من جهتها، أكدت التزام كافة الفصائل بالتهدئة وتنسيق الموقف في الرد على أي خروق إسرائيلية. وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم «الإخوة المصريون تحدثوا مع كل الفصائل، واستطاعت المقاومة كسر المعادلة الصهيونية بتثبيت وقف العدوان ووقف الاغتيالات، وهذه بشائر نصر».
وشدد برهوم على أن «أي خروقات إسرائيلية تستوجب الرد بقوة من خلال التنسيق بين كل الفصائل»، مؤكداً أن التهدئة «لا تعني تكبيل يد المقاومة، ومن حقها الردّ بقوة إذا حصل اغتيال أو اعتداء». وأشار إلى أن «لقاءات تنسيقية» ستجري بين فصائل «المقاومة لتقييم الموقف، ونبني عليه التحرك. الحكومة الصهيونية أمام اختبار جديد الآن للالتزام بالاتفاق». لكن برهوم أضاف «إننا لا نثق بالاحتلال الإسرائيلي ولدينا تجربة مريرة، لأن عقلية المحتل مبنية على الإجرام والقتل، لكنّ ثقتنا بالمقاومة وقادة الفصائل والإخوة في مصر بعد الثورة».
وكان مسؤول مصري رفيع المستوى قد أعلن أنه جرى التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بوساطة مصر، بدءاً من الساعة الواحدة فجراً. وقال المصدر إن هذه التهدئة تشمل «وقف الاغتيالات».
وقُبيل التوصل إلى التهدئة، استُشهد الناشطان في سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بسام العجلة ومحمد ظاهر، جرّاء غارة جوية إسرائيلية استهدفتهما في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة. وشنّت مقاتلات حربية إسرائيلية ثلاث غارات متزامنة استهدفت أرضاً خالية في منطقة «السودانية» شمال مدينة غزة، وغارة ثانية في محيط المدرسة الأميركية، غرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، والثالثة استهدفت نفقاً قرب بوابة صلاح الدين في مدينة رفح جنوب القطاع، من دون وقوع إصابات.
وفي السياق، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي أسيراً فلسطينياً سابقاً أفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في الضفة الغربية، بحسب ما أعلن نادي الأسير الفلسطيني. وقال النادي إن جيش الاحتلال اعتقل عز الدين أبو سنينة (19 عاماً) يوم الأحد على حاجز جبع في الضفة الغربية، في طريق عودته إلى منزله في الخليل جنوب الضفة الغربية. وأشار إلى أن عائلته أبلغت باعتقاله أول من أمس.