أكدت روسيا، أمس، رفضها مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الأمن الدولي حول سوريا؛ لأنه «غير متوازن» لكونه لم يتضمن نداءً إلى طرفي النزاع، أي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف، بينما أعلنت الصين إرسال مبعوث جديد إلى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح موقفها من الأزمة السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، إن بلاده لا تستطيع أن تقبل قراراً لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا يوجه اللوم عن أعمال العنف بشكل متساوٍ للحكومة ومعارضيها.
وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أن موسكو تلقت تقارير مفادها أن مجلس الأمن الدولي يعتزم طرح مشروع القرار على التصويت الاثنين. ودعا غاتيلوف الدول الكبرى إلى عدم التسرع في إحالة مشروع القرار على التصويت. وجدّد الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف موقف روسيا المبدئي المتمثل بعدم قبول التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، داعياً إلى وقف العنف فيها. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مدفيديف قوله في رسالة بعثها أمس الجمعة، إلى ملك المغرب محمد السادس: «نحن نعارض التدخل الخارجي، فضلاً عن التدخل العسكري في الشؤون الداخلية لسوريا، مهما كانت الذرائع لذلك».
من جهته، قال ليو وايمين، الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، إن تشانغ مينغ الدبلوماسي الرفيع المستوى سيقوم بجولة تستغرق سبعة أيام يستهلها في السعودية ثم مصر، على أن يزور فرنسا من 14 إلى 16 آذار الجاري.
وأوفدت الصين عدة مبعوثين في الأسابيع الماضية إلى سوريا ودول عربية أخرى. وقد أعدت خطة من ست نقاط تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا وإجراء مفاوضات بين أطراف النزاع، لكنها رفضت أي تدخل أجنبي في البلاد. كذلك، أبدت بكين استعدادها لإرسال مساعدة إنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة أو منظمة «حيادية»، بشرط الحفاظ على السيادة السورية.
وأكدت مسؤولة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة فاليري آموس في أنقرة أنها توصلت إلى اتفاق مع الحكومة السورية على تأليف «بعثة تقويم إنسانية أولية» في مناطق النزاع في سوريا. وقالت، لدى عودتها من زيارة لسوريا، إن هذه البعثة ستضم وكالات أممية وممثلين للسلطات السورية. وأشارت إلى أن هذه المبادرة ليست سوى «خطوة أولى» مشددة على ضرورة وضع «آلية متينة ومنتظمة لتمكين المنظمات الإنسانية من الوصول» إلى السكان الذين يعانون من أعمال العنف.
وذكرت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) أن أموس التقت وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، وعبّرت عن امتنانها من سياسة «الباب المفتوح» التي تنتهجها تركيا حيال السوريين اللاجئين إلى محافظة هاتاي. وأفاد مصدر تركي بأن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان سيزور قريباً في تركيا مخيمات اللاجئين السوريين وسيجري محادثات مع المسؤولين الأتراك.
وفي لندن، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أن بلاده لا تخطط لدعم من وصفهم بـ«المتمردين» داخل سوريا، ورأى أن الصين وروسيا تدفعان ثمن دعمهما لدمشق. ونسبت صحيفة «الغارديان» أمس، إلى هيغ قوله أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني، إن المملكة المتحدة «ستواصل تزويد المعارضة السلمية خارج سوريا بمعدات غير فتّاكة فقط».
وشدد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو على ضرورة استبعاد الحل العسكري للأزمة السورية، وتفادي تدويلها. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير عمرو رشدي، للصحافيين إن عمرو أكد خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، ضرورة استبعاد الحل العسكري للأزمة السورية وتفادي تدويل الأزمة وإبقائها في إطار الحل العربي. وشدد على أهمية توحيد صفوف المعارضة السورية بالداخل والخارج «حتى تتمكن من الدخول كطرف فاعل في جهود حل الأزمة والمساهمة في تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السوري». ومن المقرَّر أن يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعاً اليوم، على مستوى وزراء الخارجية بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، لمناقشة تطورات الأزمة السورية والبحث في سُبُل حلها.
ومساءً أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي أن أنان التقى في القاهرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقال المتحدث إن أنان التقى وزير الخارجية الكويتي، على أن يلتقي لاحقاً وزراء خارجية قطر والعربية السعودية وسلطنة عمان.
وحذر وزراء الخارجية الأوروبيون من تداعيات أي تدخل عسكري، مشيرين إلى أن تدخلاً من هذا النوع يمكن أن يشعل «حريقاً واسع النطاق». وقبيل المباشرة باجتماع لمدة يومين، أعلن عدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أن على المجتمع الدولي فرض المزيد من العقوبات للضغط على النظام مع إرسال مساعدات إنسانية إلى المدنيين.
وفي تطور لافت، ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية والمعارضة السورية، أن عشرة من ضباط الجيش السوري، منهم عمداء وعقداء انشقوا عن الجيش النظامي ولجأوا إلى تركيا. ونقلت الوكالة التركية عن مصادر محلية في تركيا، أن بينهم أربعة عمداء وعقيدان خصوصاً، كانوا في دمشق وحمص واللاذقية. وقال المستشار في «المجلس العسكري الثوري الأعلى»، فهد المصري، إن أربعة آخرين من الضباط انشقوا أيضاً عن الجيش ولجأوا إلى الأراضي التركية. وأضاف المصري، المقيم في باريس: «إن ما مجموعه ستة عمداء وأربعة عقداء وملازماً أول وقومندان وملازمة أولى انشقوا عن الجيش في الساعات الثماني والأربعين الماضية ولجأوا في تركيا إلى معسكر للضباط المنشقين». وأوضح أن عدداً منهم «ينحدرون من محافظة إدلب» على الحدود التركية. وأكد أنهم «سيلتحقون» بالجيش السوري الحر الذي يقوده العقيد رياض الأسعد، وبالمجلس العسكري الثوري الأعلى الذي أنشأه العميد الركن المنشق مصطفى الشيخ. والملازمة الأولى هي أول امرأة تنشق عن الجيش النظامي.
ميدانياً، قتل 32 مدنياً في أنحاء مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل 8 مواطنين في حمص إثر سقوط قذائف هاون وإطلاق رصاص في عدة أحياء، وقتل أيضاً متظاهران في بلدة مهين وسيدة في مدينة القصير. وأشار المرصد إلى وفاة مواطن في بلدة تلبيسة وآخر في القصير بجراح أُصيبا بها قبل أيام. وعثر أيضاً على جثامين 5 مواطنين في حي بابا عمرو بحمص. من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أن «مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت بعد منتصف ليل أول من أمس رئيس بلدية اللطامنة في ريف حماة».
وفي حماة، ذكرت الوكالة أن طفلين أُصيبا إثر انفجار عبوة ناسفة في حي أبي الفداء. كذلك انفجرت ثلاث عبوات زرعتها «مجموعة إرهابية مسلحة» بجانب جامع السرجاوي «واقتصرت الأضرار على الماديات». وأضافت الوكالة أن عناصر الهندسة فككوا الجمعة عبوة ناسفة «زرعتها مجموعة إرهابية» بالقرب من جامع قيطار في حي أبى الفداء بحماة. وبالتزامن مع ذلك، تظاهر عشرات الآلاف في مناطق عدة في سوريا الجمعة، ولاسيما في إدلب وحماة وحلب، في ما أُطلق عليه اسم «جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية». وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة فرانس برس إن المدينة تشهد «التظاهرات الأكبر منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية». وبحسب إحصائية للمركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات، خرج في سوريا أمس 610 تظاهرات. كذلك خرجت تظاهرتان في دمشق والحسكة مؤيدتان للنظام.
(الأخبار، سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)



«لو فيغارو» تنشر ريبورتاج بوفييه

نشرت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية ريبورتاجاً لموفدتها إلى حمص، الصحافية إديث بوفييه، تتحدث فيه بإسهاب عن المستشفى الميداني في حي بابا عمرو حيث تلقّت العلاج الأوّلي من الجروح البالغة التي أصيبت بها أثناء وجودها هناك. وفي تحقيقها تصف الصحافية المستشفى الميداني الذي أقامه «الجيش السوري الحر» الذي كان يسيطر على حي بابا عمرو. وكتبت أن هذا المستشفى عبارة عن «مبنى عادي» ولكنه مع هذا كان «ملاذاً» و«واحة من الإنسانية». وأضافت أن «الجرحى يتكدسون فيه، ويعالجونهم بدون أي شيء تقريباً»، على وقع استمرار سقوط الصواريخ على بابا عمرو.
(أ ف ب)

اليابان تشدّد العقوبات على سوريا

أعلنت الحكومة اليابانية تشديد العقوبات التي تفرضها على سوريا، من خلال إضافة أسماء مسؤولين ومؤسسات على لائحة تجميد الأصول. ونقلت وكالة الأنباء اليابانية (كيودو) عن وزير الخارجية كوئيشيرو غيمبا إنه سيجري تجميد أصول مسؤولين اثنين إضافيين مقرّبين من الرئيس بشار الأسد و4 مؤسسات هي المصرف التجاري السوري والبنك التجاري السوري اللبناني وشركة تجارة النفط السورية وشركة النفط العامة.
(يو بي آي)

تنسيق أميركي ــ أردني لتأمين الأسلحة السورية

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الجيشين الأميركي والأردني يضعان معاً خططاً تهدف إلى تأمين ما يشتبه في أنها مخازن ضخمة من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية خشية أن تسقط في أيدي عناصر منظمات مسلحة. وقالت الصحيفة إن التنسيق يأتي بعد تصاعد القلق من امتلاك دمشق مخزوناً من غاز الخردل وغاز الأعصاب.ونقلت عن مسؤولين أن إحدى الخطط تقوم على الطلب من وحدات عمليات خاصة أردنية تعمل في إطار بعثة سلام تابعة للجامعة العربية تأمين حوالى 10 مواقع يعتقد أنها تحتوي على الأسلحة.
(يو بي آي)