تتجه الأنظار إلى الميدان اليمني الذي لا يزال تحت اختبار التهدئة لتقدير جدّية التزام من الطرفين في إنجاح الجهود الرامية إلى إطلاق العملية السياسية. وفيما تشهد التهدئة خروقات يومية من قبل التحالف السعودي، ولا سيما على الجبهة الحدودية، صدرت مؤشرات عسكرية تنبئ بتغيرات في وضعية تنظيم «القاعدة» في الجنوب.
وبعد أسابيع قليلة من بدء استهداف بين طيران التحالف السعودي والطائرات الأميركية لمواقع «القاعدة» في المحافظات الجنوبية، بدأ عناصر تابعون للتنظيم المتطرف بإخلاء مواقع كانوا قد سيطروا عليها في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين.
وأفاد سكان بأن عناصر من «القاعدة» غادروا بعض المقار والمباني الحكومية التي كانوا قد سيطروا عليها في الرابع من شباط الماضي، مثل مبنى المحافظة والأمن السياسي والمحكمة الجزائية. وكانت طائرات «التحالف» قد شنت غارات على مواقع للتنظيم وسط زنجبار، أدت إلى مقتل أربعة من عناصره وإصابة سبعة آخرين بجروح، وتهدّم منازل المواطنين القريبة من القصف.
وشمالاً، واصلت المجموعات المسلحة الموالية لـ«التحالف» هجماتها في منطقة ميدي الحدودية المحاذية لجيزان. وتمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من صدّ الهجوم الثالث في خلال أيام قليلة. وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إن عدد قتلى قوات «التحالف» والمسلحين في صحراء ميدي تجاوز العشرات، إضافةً إلى تدمير نحو 20 آلية متنوعة. وأوضح المصدر أن الهجوم كان كبيراً ومسنوداً بالطيران السعودي وبالقصف البحري.
وفيما كان الإعلام الموالي لـ«التحالف» يتحدث عن نجاح القوات السعودية والمسلحين في اقتحام ميدي، وثقت جولة ميدانية لقناة «المسيرة» التابعة لـ«أنصارالله» في ساحل ميدي ثبات المقاتلين اليمنيين على طول الساحل الغربي لليمن، وأكد أن المنطقة لا تزال في قبضة الجيش و«اللجان الشعبية».
عشرات القتلى من المسلحين في الهجوم الثالث على ميدي

ويبدو التصعيد السعودي المكثف في جبهة الحدود مع المحاولات للسيطرة على مناطق استراتيجية في شبوة على الحدود مع مأرب والبيضاء، يندرج في إطار تحقيق أي خرق عسكري من شأنه أن يقوي موقف الموالين لـ«التحالف» قبل العاشر من نيسان المقبل، حيث يفترض أن يسري وقف النار الشامل في كل الجبهات قبيل المفاوضات التي ستنعقد في 18 نيسان المقبل.
وفي هذا السياق، أعرب وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الصباح، عن أمله «أن تكون استضافة الكويت للقاء اليمني الشهر المقبل فاتحة خير».
وفي أثناء جلسة عاديّة لمجلس الأمّة، أشار الصباح إلى أن «اتصالات الكويت جرت مع كل الأطراف اليمنية»، داعياً الجميع إلى «التزام المرجعيّات المتّفق عليها من قبل كلّ اليمنيين». وأضاف أنّ «هذا ما سنقوم به عند استضافة الأشقّاء اليمنيين للوصول إلى مخرج من هذا الدمار الذي مرّ به اليمن».
ورأى الصباح أنّ «المبادرة الخليجية جنّبت اليمن الانزلاق إلى حرب دموية، إلا أنه في آخر لحظة، أبت مجموعة من اليمنيين أن تستكمل المبادرة، ما استدعى القيام بتصحيح هذا الوضع». وكان وزير الخارجية الكويتي قد أطلع أمس مجلس الوزراء على الاستعدادات الجارية لاستضافة الكويت المحادثات اليمنية المرتقبة. وقد رحّب مجلس الوزراء بهذه الاستضافة، آملاً أن «تسفر عن نتائج إيجابية تؤدي إلى حقن دماء أبناء الشعب اليمني».
وفي الميدان اليمني حيث يواصل مسلحو حزب «الإصلاح» فتح معارك في بعض المناطق وأهمها في محافظة شبوة، تمكنت قوات الجيش و«اللجان الشعبية» من طرد المسلحين من بعض المواقع في منطقة الصفراء في المحافظة، ونجحت في صد محاولة هجوم على بعض المناطق المهمة في بيحان. وبحسب مصدر ميداني، دارت معارك عنيفة في تلك المناطق انتهت بفشل الهجوم ومقتل عدد من المسلحين وتدمير دبابة وعربة عسكرية تابعة لهم.
وكشف المصدر أن هذه العملية جاءت عقب اجتماع لقيادات المسلحين في محافظة شبوة، ناقشوا فيها خطة تسليم مدينة عتق لعناصر «القاعدة» لتكون منطلقاً لعمليات إخراج الجيش و«اللجان» من مديريات عسيلان وعين وبيحان المحاذيات لمحافظتي مأرب والبيضاء والتي لا تزال تحت سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية» حتى اللحظة.
واستمرت المعارك في تعز أمس، حيث استهدف الجيش و«اللجان» مواقع قوات «التحالف» والمسلحين جنوبي الوازعية، إلى جانب استهدافهم في جنوبي مدينة ذو باب كذاك. وأحبط الجيش و«اللجان» هجوماً للمسلحين باتجاه شرقي جبل الحبيشية في مديرية الوازعية، فيما قتل قائد المجموعات المسلحة وليذ الذبحاني في منطقة الضبي.
وفيما قلّص طيران «التحالف» من غاراته الجوية على المحافظات، شنّ في صنعاء أربع غارات على منطقة الصباحة، وغارة على منطقة الحفا. وشن في مأرب أربع غارات على مديرية صرواح وأخرى على مديرية المتون، فيما شنت طائرة من دون طيار على صرواح مستهدفةً منزل أحد المواطنين.

(الأخبار، الأناضول)