الكويت | توتَّر الوضع في الكويت مجدَّداً، لكن هذه المرة على خلفية الأزمة السورية، إذ شهد مجلس الأمة، الذي تسيطر عليه المعارضة الإسلامية، مواجهات وشتائم طائفية، أمس، وذلك خلال الجلسة الرابعة لمجلس الأمة المنتخَب حديثاً. وقد عرض النائب الإسلامي المتشدِّد، جمعان الحربش، خلال الجلسة، تسجيلاً مصوَّراً قال إنه للأحداث الحاصلة في سوريا، الأمر الذي جعل النائب الشيعي عبد الحميد دشتي يعترض على العرض، ويصف الفيديو بـ«المزيَّف». وقال دشتي «أشقّاؤنا السوريون يتعرّضون لقتل العصابات، ومع ذلك لم يوافق على الاعتراف بالمجلس الوطني السوري سوى دولتين هما ليبيا وتونس». بدوره، قام النائب مبارك الوعلان بتمزيق الدستور السوري الجديد الذي جرى الاستفتاء عليه يوم الأحد الماضي، وداسه بقدمه، على قاعدة أنه «لا يمثِّل شيئاً»، وذلك رداً على قيام دشتي بتوزيع هذا الدستور على أعضاء المجلس للاطلاع على ما تضمنه من تعديلات جذرية مقارنة بالدستور القديم. واحتدم التوتر المذهبي في الجلسة، بعد قول النائب شايع الشايع إن النائب دشتي يمارس «التقية» بما أنه سبق له أن وضع «صورة (الرئيس السوري بشار) الأسد وجمع المرتزقة وصفقوا... ولا نقبل أن يكون لدينا انبطاحي في المجلس يستخدم التقية». وردّ النائب صالح عاشور بأن «التقية صلب ديني ومذهبي»، مؤكداً أن «هذه القضية لن تمر مرور الكرام، وعلى العضو (الشايع) الاعتذار».
ولم تنتهِ القضية هنا، إذ تحدّث النائب فلاح الصوّاغ عن وجود «عملاء لإيران والنظام السوري في القاعة»، فقاطعه دشتي حينها بالقول «أسكت وخليك في حالك»، فردّ عليه الصواغ بـ«أسكت يا عميل، عبد الحميد عميل للنظام البعثي هو وأمثاله، ويعمل ضد النظام الكويتي». أما النائب محمد الهطلاني، فكانت له مداخلة مفادها أنّ «النظام السوري بدأ يستعين بشبّيحة من الخارج ومن إيران ومن عملاء في الكويت ليطوّل بقاءه»، بينما رأى النائب السلفي خالد السلطان أنّ «في سوريا عصابة تدفع لقتل الشعب، ولو كان صدام (حسين) موجوداً لخجل ممّا يُرتكب من مذابح في سوريا».
وفي السياق التصعيدي ضد دمشق، لفت النائب وليد الطبطبائي إلى أن «كل الثورات العربية هي لإزالة الأنظمة، إلا الثورة السورية لأنها الطريق لفلسطين ولكسر الهلال الإيراني»، ليخلص إلى أن «الثورة السورية فضحت ولاء البعض في الخليج لإيران». وإذ شدد النائب المتشدد محمد هايف على أن «الثورة السورية أسقطت الأقنعة وأصحاب الشعارات»، فقد وجّه هجوماً عنيفاً ضد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وحينها ردّ عليه النائب عدنان عبد الصمد قائلاً «هذا لا يجوز، وعليك يا هايف أن تتوضّأ قبل أن تتكلم عن سيد المقاومة».
وقد خرجت عن جلسة يوم أمس توصيات للحكومة بالسماح للسوريين المقيمين في الكويت بإحضار عائلاتهم، وتنظيم حملات تبرُّع، وبالعمل على إحالة النظام السوري إلى محكمة الجنايات الدولية، وقطع كل العلاقات السياسية والتجارية معه، ودعم «الجيش السوري الحر»، إضافة إلى إرسال بعثات طبية للمساهمة في علاج السوريين المتواجدين على الحدود، ونقل الحالات التي تحتاج إلى عناية طبية خاصة إلى مستشفيات الكويت.